حسب ذ المحجوب كماز فإن أول خلية ووحدة اجتماعية يمكن مصادفتها لدى المجتمع الصحراوي هي الخيمة ،فهي لا تعتبر فقط وحدة مجالية مكانية بل تأخذ بعدها ضمن اطار مجموعة العلاقات التي تجمع عدة افراد داخل أسرة واحدة فيقول الانسان الصحراوي :خيمة فلان بمعنى عائلة فلان ،كما انها تدل على المسكن الذي يصنعه الانسان الصحراوي من وبر الابل وشعر الاغنام ويشير د أحمد امزيان أن حجمها ويختلف حجمها حسب غنى الاسرة ومقدار ما تملكه من الغنم والإبل منها ما يبلغ 12-15 م والأصغر منها بين 6-8 م ويصل علوها إلى 2موتحتوي الخيمة على كل ما يمكن أن يحتويه البيت من ممتلكات الإنسان الصحراوي، إذ تفرش بالحصير المصنوع من السمار، وهو نبات طويل ملولب الشكل حاد الرأس وتبسط في جوفها الزرابي الصوفية أو الغير مزركشة وهي الأكثر شيوعا وتسمى *لكطيفة* ذات اللون الأحمر، أما في جوانب الخيمة فتقف محامل خشبية تسمى الرحلة تمد فوقها أعمدة تسمى *اشداديم* لتحمل *التيزياتين* وهي الحقيبة الجلدية المربعة الشكل التي يخزن فيها كل ما خف حمله وغلا ثمنه .ويجرد د صالح شكاك مكونات وأجزاء الخيمة كما يلي :الفلجة، والفلجة او الفليج (FLIJ) شريط تنسجه النساء من الصوف والشعر ،ويصل عرضه إلى ستين سنتيمترا تقريبا ،طوله طول الخيمة (من 6 إلى 20 مترا) وتتكون الخيام المتوسطة من 7 إلى 8 فلوج بينما تتكون الخيام الأكبر من 12 فليجا .وتختلف الخيام اتساعا وضيقا حسب إرادة صاحبها وقدرته ومكانته داخل القبيلة ،وأثناء الخياطة يتم بسط الفلجة الواحدة بجانب الأخرى في مكان ملائم ومنبسط ،وتوضع الفلجة مرتبة حسب نمط محكم فهناك تداخل منظم بين الفلجة القديمة والجديدة خاصة حين يتعلق الأمر باستبدال أو تجديد جزئي....ويحيط بالفليج من الأطراف (شَارَبْ) :وهي طية من الحواشي سواء باتصال فلجة بفلجة أخرى أو باتصالها بالرفافة حتى لا تتمزق أو يحل نسيجها .المشلْ:خيط متين يربط بين فليج وآخر ،وهو نظام للعقد أو للخياطة للربط المحكم..وعند القطرات الأولى من المطر، ينتفخ النسيج فتنغلق ثقب الربط ولا يتسرب المطر نحو الداخلالرًابْعة (جمع رْوابَع):وهي قطع طويلة منسوجة بأشكال هندسية ،متناسقة قد تكون بالأبيض والأسود أو بالألوان وهي القطع التي تشد الخيمة إلى الأوتاد.أعمدة خشبية حيث الخلفيتان اقصر من الأماميتان،تحمل أطراف الروابع نحو الأعلى ،عددها بعدد الأوتاد .أما الركيزتان الداخليتان فتكونان أكثر طولا وأكثر متانة، لأنهما تحملان الحَمارْ وتحافظان على رسو الخيمة وتوازنها .الطْريْكَة شريط منسوج بلون مخالف، تشبه( الرابعة ) إلا أنها أكثر متانة وعرضا (من 20 إلى 40 سنتيمترا)تمتد من الوتد الخلفي إلى الوتد الأمامي على شكل قوس مرورا وسط الخيمة ومن فوقها تمر الفلوجخْرَبْ وهي فروع خشبية وتصلح لربط الرابعة بالطارفةالطارْفَة حبال الخيمة:ج طْوارف حبال من صوف وشعر، تشد خْرَبْ إلى الوتد، وفي حالة النقص في عددها تعوض بحبال عادية أو بحبال من الدوم .السهوة :هو المكان الفارغ بين الفراش و الواجهة الأمامية للخيمة أو الجوانب.الخالفة ج خْوالَفْ وهي الأركان /الزوايا الأربع للخيمةالرفافة ج رْفايفْ: قطع نسيج تغطي الخيمة من جوانبها الثلاث . وتفتح هذه الجوانب في فصل الصيف برفع الرفايف إلى أعلى لتوليد تيار هوائي داخل الخيمة .أما في فصل الشتاء فتضاف الى الرفايف من الداخل ستائر من القصب البري أو من قصب القمح لتقوية الرفايف ولحماية داخل الخيمة من تسرب الرياح.الأوتاد :ج وتد وتتكون من حديد أو من خشب وتدق في الأرض بواسطة مطرقة كبيرة تسمى الرزامة .والأوتاد عنصر أساسي لبناء الخيمة ولشدها إلى الأرضشك الخيمة :وهي الجهة الممتدة من وسط الخيمة إلى جانبها، وعليه فللخيمة ركنان أيمن وأيسر.الفلْقَة أو الكْفا (الكفاء) وهي كساء يطرح حول الخباء كالإزار له ،ولكل جهة أمامية أو خلفية من الخيمة فلقتان تُشدان إلى ثنية الفلوج بنظام محكم للعقد أو بإبر غليظة تسمى (الخْلال )أما مراحل صناعتها فيجردها ذ محمد البلال في المراحل الآتية :تجميع وتهيئ المادة الأولية من طرف الصانعات اللواتي يهيئن كمية من صوف الإبل ( لوبر) وشعر الماعز (الشعر )غسل وتنشيف المادة الأولية بتعريضها لأشعة الشمستمشيط المادة الأولية (المشيط) بواسطة آلة يدوية تقليدية من صنع محلي تسمى (الغرشال)(الغزيل) حيث يتم إنتاج خيوط نسج الخيمة عبر تحويل المادة المجمعة في المراحل السابقة إلى خيوط مستقلة ،ويتم استعمال الخيوط المنسوجة مباشرة حيث تقوم الصانعات بإخضاعها لعملية لبريم وهي العملية التي تهم تثنية هذه الخيوط على أساس اللون (خيطين أسودين مقابل خيطين :ابيض وبني )لمحيط ولبريم :تقوم الصانعات خلال هذه المرحلة بشد مجموع الخيوط التي تم تكوينها بشكل محكم بين مسمارين (وتدين) متباعدين في فضاء يمكن من تعرض الخيوط لأشعة الشمس وتسمى هذه العملية ب (لمحيط)،وبعدها مباشرة يتم جمع الخيوط بشكل دائري لتتخذ شكل كرة (لبريم )نسج الفليج :تقمن الصانعات بوضع أربع مسامير (أوتاد) ويمررن حولها من جديد الخيوط المجمعة ذهابا وإيابا وذلك للبدء الفعلي في عملية النسج العمودي للخيمة ،ويتم نسج الخيمة الصحراوية السوداء غالبا على أساس 50 سنتيمتر عرضا و 6 إلى 7 أمتار طولاخياطة الخيمة :بعد عملية نسج كل فليج على حدة حيث يتم الانتقال إلى عملية الخياطة وذلك للجمع بين كل (الفلجة ) والحصول على ما يشبه البساط،وبعد الخياطة لن يبق إلا بناء الخيمة وتثبيتها بواسطة الملحقات الأخرى كلخراب ولخريبات وغيرها.ويؤكد ذ البلال أن البناء لا يأتي بشكل اعتباطي ،بل يتم عند بنائها وتثبيتها إتباع قواعد وعادات اجتماعية صارمة متوارثة جيلا بعد جيل ،كما يتم الحرص على توجيهها نحو الجنوب أو الجنوب الغربي بشكل يراعى فيه اتجاه الرياح ،حيث يتم إغلاق الاتجاهات الثلاث المتبقية ب (الكفية ) في حين يبقى الاتجاه الرئيسي نحو الجنوب مفتوحا لاستقبال الضيوف والترحاب بهمالمراجع صالح شكاك الخيمة معلمة المغرب الجزء 12 2000ابراهيم الحيسن التراث الشعبي الصحراوي العناصر والمكونات 2004محمد البوزيدي خيمة الصحراء معلمة المغرب الجزء 26 2014Le tissage de la khayma mohamed el baillal 2013
بوابة الصحراء / ثرات حساني
الخيمة في مجتمع الصحراء
خيمة