AHDATH.INFOعاد الهدوء لحي البكدوري بمنطقة مسنانة بتراب مقاطعة طنجة المدينة، بعد أحداث عنف، انطلقت شرارتها ليلة الأحد المنصرم، وكادت تتطور وتعصف بنموذج "التعايش"، الذي صار يعكسه هذا الحي في علاقة سكانه بالمهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، لولا تدخل السلطات المحلية لإخماد فتيل المواجهة بين الطرفين.كانت الأجواء تبدو عادية، ليلة الأحد، وسط هذا الحي المعروف باسم "خندق الرمان"، وهو الذي استقبل مجموعة من المهاجرين الأفارقة منذ أزيد من سنتين، حيث يكترون العديد من المنازل، قبل يتم إشعار السلطة بوقوع مناوشات محدودة بين بعض السكان وجيرانهم من المهاجرين من دول جنوب الصحراء.أسباب المناوشات تعود حسب الطرف الأول إلى إقدام بعض المهاجرين على القيام بحركات غير أخلاقية بالشارع العام وإثارة الضجيج، فيما اتهم الطرف الناس أحد شبان الحي بسرقة هاتف أحد زملائهم من المهاجرين، الأمر الذي استدعى تدخل مصالح الأمن لتهدئة الأوضاع.لكن سرعان ما ساهمت هذه الأجواء في خلق حالة الاحتقان بالحي المذكور، وكانت من نتائجها اندلاع مواجهات بين الطرفين في اليوم الثاني، بعدما تبادلا الرشق بالحجارة، وهو ما تطلب تعزيز التواجد الأمني بالمنطقة، تحسبا لأي طارئ، قبل أن تقوم السلطة المحلية بالتفاوض مع المهاجرين، ليتم إخلاء 120 منهم من الحي، من بينهم 26 امرأة، في الوقت الذي تم فيه الاستماع إلى شكايات المتضررين من أحداث العنف بتعليمات من النيابة العامة.عملية تحديد الهوية، التي باشرتها مصالح الأمن، بعدما أعلنت هذه الأخيرة عن إيقاف أزيد من 80 مهاجرا ينتمون لمختلف دول جنوب الصحراء، كشفت بأن حوالي 40 مهاجرا فقط يقيمون بطريقة غير شرعية فوق التراب الوطني، من بين مجموع الموقوفين،  فيما الباقي إما يتوفرون على بطائق الإقامة أو قادمون من دول إفريقية لا يفرض عليها المغرب التأشيرة ويسمح لهم بالإقامة لمدة 90 يوما.ويذكر أن بعض الأحياء بمنطقة مسنانة، صارت قبلة للمهاجرين، حيث يعيشون جنبا إلى جنب مع المغاربة، ويكترون منهم بعض المنازل، يقطنون بها بشكل جماعي، مقابل سومة كرائية تتراوح ما بين 2000 و3000 درهم شهريا، بل اندمج بعضهم في مزاولة بعض المهن، التي تتطلب جهدا بدنيا، إلا أن علاقة حسن الجوار ظلت دائما مهددة بالتوتر، أمام اختلاف العادات والتقاليد، وهو ما يجعل السلطات المحلية في موقف حرج ما بين الالتزام بتطبيق القانون والعمل على إرضاء كل طرف لتهدئة الأوضاع.