بالأمس احتفى النظام الجزائري، خاصة إعلامه الموالي له، بتصريحات لسفير كوريا الشمالية يعلن فيها عن وضع تجربة بلاده السياسية و الاستراتيجية رهن إشارة بوتفليقة و عسكره، و هي تجربة تؤكد أن النظامين يشبهان بعضهما البعض من حيث قمعهما لشعبهما، و قهره له، و ممارسة مختلف أشكال صنوف الاستبداد من أجل تسييد نمط حكم فردي، مطلق، حيث لا متنفس فيه الا للعسكر و حاشيته، و تابعيه ممن يريدون تسلق هرم الدولة و السلطة و الحزب" جبهة التحرير الوطني/الحزب الشيوعي بكوريا الشمالية". إن السؤال الذي يطرح نفسه في هذه الواقعة، ألم يعد هناك من حليف للجزائر و لنظامها غير نظام كوريا الشمالية الاستبدادي؟ فلا الصين و لا فرنسا و لا روسيا و لا أمريكا و غيرها من الدول لها نفس الاستعداد الذي أعلنت عنه كوريا الشمالية؟ ألهذا الحد اصبحت عزلة هذا النظام قاتلة له و تدفعه للتعلق بعنق نظام أقل ما يقال عنه أنه نظام " مجنون" تسبب في زلزال ببلده و خلف ضحايا و قتلى فقط تلبية لرغبة قائده في تجربة قنبلة نووية. و إعلان كوريا الشمالية هذا الذي لم يسبق لها أن أعلنته عنه في تعاطيها مع بلد آخر، يؤكد ان النظامين متشابهين، و أن ما كنا نقوله نحن في العديد من تحليلالتنا من كون النظام الجزائري لم يعد له مثيل الا في كوريا الشمالية لم يكن مزايدة، و لا فقط إطلاق الكلام دون تفكر فيه و في خلفياته، بل كان ينطلق من الواقع السياسي لنظام " الجارة" العسكري و ها هي هذه الواقعة تؤكد ذلك و تؤكد أن النموذج السياسي الذي انتهت إليه الجزائر لا هو تحرري و لا هو وطني، بل نموذج سياسي عسكري مستبد خانق لشعبه يستغل ثرواته من أجل افتعال الأزمات مع جيرانه كما يفعل نظام كوريا الشمالية مع جارته الجنوبية. ما أشبه النظامين.