AHDATH.INFOانتظر جمهور مهرجان الفجيرة الدولي للفنون على أحر من الجمر حفل الفنان العراقي نصير شمة الذي لم يخلف موعده مع معجبيه في أمسية فنية بالمجمع الثقافي بدبا استمتع فيها الحاضرون بإيقاعات موسيقية قمة في الروعة.عنوانان شاء نصير شمة أن يبدأ بهما أمسيته التي استقطبت حشدا كبيرا  من الجمهور، الأولى "عالم بلا خوف" التي يصفها بأنها ترفع الأمل إلى حده الأعلى، والثانية "رقصة الفرس" وتعني الأصالة والتمسك بالجذور لأن ذلك جزء من الهوية.نصير صاحب العلاقة الوطيدة مع التراث الصوفي، حاول أن يربط معزوفاته مع الحداثة دون أن تكون مبتورة عن الماضي، لذلك عمل صاحب عود "الأوتار الثمانية"، على تطوير الألحان الشرقية بحيث تواكب حساسية الجيل الجديد وفي الوقت نفسه لا تقطعه عن شخصيته الفنية.المكان كان حاضراً بقوة في الأمسية عبر مقطوعة جديدة ألفها شمّة حديثاً وعنوانها التوأمة بين الفجيرة ومدينة السليمانية حيث تتشابه الجغرافيا وهو ما دفعه إلى تأليف مقطوعة من وحي المكان بصخوره وجباله وشوارع العريضة.. بأشجاره وسمائه الغائمةمهارات نصير خلال الأمسية ظهرت على أكثر من صعيد بمرافقة الإيقاع وعازف القانون المصري عاطف عبد الستار الذي بدأ بتدريس العزف على هذه الآلة مؤخراً في القاهرة.تناغم كبير تمكن نصير من إنشائه بين العود والقانون وبقية آلات الإيقاع التي تفردت هي الأخرى بمعزوفة طويلة أخذت من مختلف الثقافات ومن التراث الموسيقي العالمي بحيث تضمنت المعزوفة تراتبيات متناوبة بين الصخب والارتفاع في الإيقاع والهدوء مع الدرجات الخفيفة التي تتطلب مهارات عالية من العازفين، في هذه الفقرة المخصصة للإيقاع لم يشارك العود أو القانون وكانت المساحات مفتوحة لثلاث آلات إيقاعية كي تستعرض قواها كيفما تشاء.المقطوعات الموسيقية التي عزفها نصير خلال الأمسية عرفت تفاعلا فنيا كبيرا من طرف الجمهور المتعطش للأعمال الفنية الراقية، ولفن مختلف يساهم في خلق ذوق فني رفيع لدى المتلقي العربي.