ahdath.infoلم يتمالك بعض أعضاء هيئة الدفاع عن متهمي أحداث الريف أنفسهم وهم يستمعون لإفادات أحد المعتقلين، وهو يروي معاناته مع حشرة البعوض التي قال إنها كانت تستفيد من حصص تبرعه بالدم عليها، حيث انتزعت منهم أقواله ضحكات لم يستطيعوا إخفاءها.المعتقل «محمد بهنوش» الذي يعد أصغر معتقل من المتهمين المتابعين في الأحداث التي شهدتها مدينة الحسيمة وضواحيها، المزداد بتاريخ 199، ركز على ما كان يعانيه مع حشرة "الناموس" خلال فترة خضوعه للحراسة النظرية، حيث قال إن هذه الحشرة فرضت عليه الخضوع لحصص يومية للتبرع بالدم.ولعل هذا إضافة إلى ما قال إنه قد تعرض له من طرف المحققين، ما جعله يؤلف كتابا - كما قال - عمل على تضمينه مت كان يعانيه من طرف المحققين خلال خمسة أيام، وما عاشه من هجوم لهذه الحشرة على جسده وامتصاصها لدمه.وهو الكتاب الذي قال إنه كتبه بالأمازيغية وأطلق عليه عنوان «خمسة أيام في الظلام».وقد استعانت المحكمة خلال استنطاقها للمتهم «بهنوش» بمترجم، نظرا لأن المتهم لا يجيد التحدث بالعربية، كما لا يفهمها، حيث عمل المترجم على نقل التصريحات التي أدلى بها المتهم أمام المحكمة.وقد ادعى المتهم ذاته أنه تعرض للتعذيب، من أجل الاعتراف بمعرفته لمتهم آخر يدعى «زكريا أضهشور»، الذي نفى معرفته به، أو الارتباط به بأية علاقة، حيث زعم أن المحققين هددوه بالحرق اعتمادا على أداة "شاليمو"، وبصب سائل على جثته، حيث قال إن المحققين عرضوه عليه داخل قارورة من أجل إضرام النار في جسده.وعند حديثه عن تهديده بالاغتصاب انخرط المتهم في موجة بكاء، حيث لم يعد يقوى على مواصلة الكلام، ما جعل رئيس الهيأة يعلن عن رفعها، لاتاحة الفرصة للمتهم من أجل أخذ قسط من الراحة.