السياسة

أحمد الشرعي: التقدم والاشتراكية يجب أن يبقى حداثيا

أسامة خيي الجمعة 10 يوليو 2015
أحمد الشرعي: التقدم والاشتراكية يجب أن يبقى حداثيا

AHDATH.INFO- البيضاء - خاص- بقلم: أحمد الشرعي

sdi-ahmed-charai

أولا حزب التقدم والاشتراكية وريث تقاليد سياسية تدوم لأزيد من سبعين سنة. ثانيا، هذا الكيان السياسي، المسمى بحزب الأطر، لعب دورا مهما في القضايا الكبري التي واجهها المغرب، كالمسألة النسائية والوحدة النقابية والعدالة الاجتماعية والمسلسل الديمقراطي.

التقدم والاشتراكية هو أول حزب يساري نظر من خلال مؤتمره العام وعبر بلورة نظرية الثورة الوطنية الديمقراطية، لتوافق بين المؤسسة الملكية والمعارضة. في القضايا الاجتماعية، اضطلع هذا الحزب بدور طلائعي في كل مرة. سعيد السعدي اقترح خطة إدماج المرأة في التنمية، التي تعتبر أول محاولة لإرساء سياسات عمومية تنحو باتجاه المساواة. وقد امتلك الشجاعة الكافية للتضحية بالمنصب الوزاري عندما استهدفت هذه الخطة وتم التخلي عنها في وقت سابق.

اختار التقدم والاشتراكية التحالف مع العدالة والتنمية على أساس برنامج في مواجهة لا تحتمل الحياد. أولوية حكومية واختيار سيادي لا يمكننا مناقشاته. ومع ذلك، هل يعني هذا التحالف أن يفقد حزب علي يعتة هويته وسيمون ليفي والعياشي وغيرهم من الوجوه التاريخية الكبري هويته ؟

يطرح السؤال الآن لأننا نلاحظ، أمام التوتر الاجتماعي المرتبط بقضايا المرأة والحريات الفردية تفضيل الأمين العام للتقدم والاشتراكية الصمت مخيرا عدم الخوض في نقاشات عقيمة مرتبطة بقضايا كبرى. نبيل بن عبد الله هو وريث تاريخ هذا الحزب، وفيه قاد المنظمة الشبابية والإعلام قبل أن يحتل موقع الريادة فيه. نبيل رجل تواصل ولطالما كان محبوبا لدى وسائل الإعلام. وتشتثه بالحداثة ليس موضع شك.

اليوم توجد قضية الحريات الفردية في قلب الحراك الاجتماعي، في مواجهة  لا مكان فيها للحياد. تيارات فكرية عنيفة تحاول فرض وجة نظرها على باقي مكونات المجتمع، باستعمال القوة والترهيب أحيانا. ردات فعل مواطنة تطفو على السطح اليوم لرفض هذا التصور، الذي يمثل في الفترة التاريخية التي نعيشها، صعود الإسلاموية البربرية التي تهدد استقرار البلاد، التي اختارت السير إلى الأمام وفق توازنات تقدمية، كان التقدم والاشتراكية أول من نظر لها.

لا نناقش هنا احتمالات التوافق الحكومية للتقدم والاشتراكية. هذا أمر يعود في المقام الأول لمناضلي الحزب. لكن تبني تراتبية معينة تقتضي وضع محاربة الرشوة وتحسين النمو ااقتصادي للبلاد كأولويات وتأخير النقاشات المجتمعية الكبري لمرتبة دنيا، يشوه طبيعة حزب التقدم والاشتراكية.

أن ينخرط هذا الحزب في التحالف الحكومي لتنفيذ الالتزامات الانتخابية هو أمر طبيعي. لكن أن يتخلى التقدم والاشتراكية عن معركة الحريات الفردية والمكتسبات الاجتماعية يجعل منه حزبا هجينا، لأنه يكون بذلك قد تخلى عن هويته.

افتتاحية لوبسيرفاتور دي ماروك إي دافريك