ثقافة وفن

البرازيل ونيمار والخوف من "متلازمة النجم الأوحد"

أسامة خيي الثلاثاء 16 يونيو 2015
البرازيل ونيمار والخوف من "متلازمة النجم الأوحد"
Neymar

AHDATH.INFO وكالات

أظهرت البرازيل في مباراتها الأولى ببطولة كوبا أمريكا أمام بيرو تأكيدا على اعتمادها بصورة كبيرة على نجم برشلونة الإسباني نيمار ولكن هذا الأمر بخلاف ايجابياته له سلبيات عديدة تتلخص في سؤال واحد: ماذا سيحدث لو انخفض مستوى نيمار أو أصيب؟.

من ضمن الأمور المؤسفة في هذه النقطة أن "متلازمة" الاعتماد على نجم أوحد يعد من خصائص المنتخبات الصغيرة ولم يكن أبدا من سمات البرازيل بطلة كأس العالم خمس مرات والتي لم يعتمد فريقها أبدا على شخص واحد.

خلال مباراة الأمس أمام بيرو في أول ظهر للبرازيل بالنسخة الحالية بكوبا أمريكا، فاز "راقصو السامبا" بهدفين لواحد، حيث لم يسجل نيمار هدفا فقط وصنع آخر، بل كان محور لعب الفريق بصورة كاملة وبشكل ظاهر جدا عن السنوات الماضية.

المشكلة ان نيمار لم يمارس فقط مهامه كمهاجم بل إنه كان يعمل أيضا على تنظيم اللعب بل ووصل الأمر في بعض الأحيان لرجوعه للخلف لاستعادة بعض الكرات.

لم يقم اللاعب الذي يحمل شارة قيادة منتخب البرازيل بنفس دور رونالدو أو بيليه أو زيكو.. لا لقد سبق له القيام بهذا الأمر بالفعل في مناسبات سابقة، بل لعب أدوار ربما تكون تخص دونجا نفسه حينما كان لاعبا ونجم البرازيل السابق فالكاو.

الأرقام لا تكذب فنيمار نجح في مباراة الأمس في قطع الكرة عشر مرات من بيرو، بفارق مرتين فقط عن زميله ويليان.

من جانبه يصر مدرب البرازيل، كارلوس دونجا على نفي مسألة الاعتماد على نيمار حيث قال بعد مباراة بيرو أن لاعبين أخرين لعبوا دورا حاسما مثل دوجلاس كوستا صاحب الهدف الثاني أو داني ألفيش الذي صنع الهدف الأول لنيمار أو المدافعين الذين حجموا عمل باولو جيريرو مهاجم بيرو، ولكن الأرقام تقول العكس.

توجد احصائية تظهر مدى ثقل نيمار في الفريق، فنيمار كان على الرغم من تألقه أكثر اللاعبين فقدانا للكرة (34 مرة) وهو ثلث الكرات التي فقدتها البرازيل خلال المباراة.. ما الذي يعنيه هذا؟ أن كل هجمات أو بناء لعب الفريق يجب أن يمر من خلاله.

وبدأت ارهاصات هذا الأمر منذ حمل نيمار شارة قيادة المنتخب مع وصول المدير الفني كارلوس دونجا لمنصبه، هذا بخلاف أنه نفسيا لم يتأثر مثل باقي لاعبي البرازيل بسباعية ألمانيا الشهيرة في المونديال لأنه لم يشارك بسبب الاصابة.

وكانت آخر هزيمة تعرض لها نيمار مع المنتخب في ودية لعبت أمام سويسرا في غشت 2013 حينما خسر "راقصو السامبا" بهدف نظيف.

من ضمن العناصر الأخرى الهامة أن نيمار مع فريقه برشلونة يدرك أنه ليس نجم الشباك الرئيسي ويقبل دورا ثانويا بجانبه، مما يعطيه دفعة اضافية مع المنتخب ذهنيا وبدنيا.. ولكن ماذا لو أصيب نيمار؟ ماذا ستفعله "متلازمة النجم الأوحد" بالبرازيل؟ سؤال قد يجيب أو لا يجيب عنه الزمن.