ملفات الأحداث

#ملحوظات_المونديال: في حب المغرب!

المختار لغزيوي - الأحداث?? المغربية (الملحوظة) الاثنين 05 ديسمبر 2022
الجماهير المغربية وجدت صعوبات في الحصول على التذاكر
الجماهير المغربية وجدت صعوبات في الحصول على التذاكر

AHDATH.INFO

كان فرحا مشروعا لأربعين مليون مغربي ومغربية هنا في كل مدن وبوادي المملكة، وهناك في عاصمة قطر الدوحة، وفي أنحاء العالم كلها. 

ولكم ابتسم الناس شفقة من أولئك الذين أرادوا تعكير صفو الفرح المغربي، الصافي لوجه الوطن، الخالي من الشوائب ومن المواد السامة، وقرروا عدم الاهتمام بهم وبغيظهم مفهوم الدوافع. 

الناس هنا تفرح لوجه المغرب، وهو اسم ووطن يعني لها الكثير، بل يعني لها كل شيء. لذلك اهتمت بالأهم حقا: شكر الأبطال الذين صنعوا هاته الملحمة المونديالية التي نتمناها متواصلة رغم صعوبة القادم. 

الناس شكرت بحب وليد الركراكي، الكوتش القادر بدارجته المغربية الخاصة والجميلة على تحريك كل دوافع الأمل في قلوب الجميع. 

الناس شكرت اللاعبين واحدا واحدا على الأداء الرائع والكبير. اعتذرت للنصيري على انتقاد السابق من الأوقات. نوهت بزياش وأمرابط وحكيمي، والبقية. 

لم يتوقف الشعب عند الأخطاء، لأنه يعرف أنها ضرورية، وتوقف عند تحقيق الهدف الأول من المونديال: المرور إلى الدور الثاني، وقد تم. والآن ننتظر التتمة والأهم.

الناس شكرت فوزي لقجع لأنها فهمت أنه وراء كل ما يتحقق، واستوعبت أن لديه تصورا معينا هو الآن بصدد جني ثماره رفقة المنتخب الأول بعد أن جنى، وجنينا معه ثمار العمل على مستوى مشاركة منتخباتنا الأخرى (فئات صغرى وإناث) وكذا أنديتنا الوطنية المختلفة في المنافسات القارية.

الناس شكرت أيضا الحضور الرسمي القوي في مباراة التأهل، وفهمت المغزى السياسي والديبلوماسي العميق من وراء حضور المنصوري والحموشي وبوريطة، فرحة تحقيق الإنجاز في قلب الثمامة وملعبها الجميل. 

الناس شكرت طبعا الرياضي الأول في المملكة، وأكدت اقتناعها مجددا أن جلالته هو الذي يقف وراء هكذا إنجاز جيد في الوطن، وأن المغرب اليوم بلد ينافس في كل الميادين - رياضية وغير رياضية - لكي يكون مع الكبار.

الناس في المغرب تفهم، لديها حس إدراك سليم وواعي وقادر على التقاط كل شيء. 

لذلك يحذر شعبنا كثيرا من «العمق» و«العميقين»، الذين يقولون لنا كلاما كبيرا وفضفاضا، فقط لكي نصدق عمقهم مع أنهم الضحالة ذاتها. 

وعندما ينبرون لتسفيه منجزات أبناء هذا الوطن في كل الميادين، مثلما حاولوا أن يفعلوا مع إنجاز أسودنا الحالي في مونديال قطر، يرد عليهم الشعب بشيء واحد: ينزل إلى الشوارع بالملايين دون أن يطلب منه أحد ذلك، حاملا راية وطنه، صارخا من قلبه بمنبت الأحرار، ومنهيا الصرخة النابعة من دواخل الدواخل بالشعار الخالد، الدائم، الباقي: الله، الوطن، الملك. 

يوم الخميس كنا في الدوحة، وفي ملعب الثمامة، لكنني أكاد أجزم أنني والآلاف المؤلفة من المغاربة الذين كانوا في مدرجات الملعب سمعنا بقلوبنا من الرباط والبيضاء وطنجة وفاس ومراكش والحسيمة ووجدة والعيون والداخلة ومكناس وتطوان وطنجة وبقية كل شبر من هذا الوطن الغالي صرخة الناس، كل الناس، فرحا بالوطن، وإعلانا صريحا أمام أنظار العالم أجمع أن ما يجمعنا، نحن القوم الذين نسمى المغاربة، هو حب الوطن، هو عشق هذا البلد الساكن فينا الذي يحمل من الأسماء والأوصاف أغلاها: المغرب. 

أدام الله نعمة الفرح على ناسنا، فهم يستحقون حقا كل خير.