مجتمع

التحقيق في وفاة شاب ينتهي بتوقيف أمنيين بابن جرير

مراكش: لحسن معتيق الخميس 01 ديسمبر 2022
police bengurir
police bengurir

AHDATH.INFO

أحالت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية ضابط شرطة وثلاثة مقدمي شرطة تابعين لمفوضية أمن مدينة بنجرير على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف على خلفية وفاة شخص أثناء خضوعه للحراسة النظرية.

وكانت شرطة بنجرير قد أوقفت الشاب "ياسين الشبلي'' ووضعته رهن الحراسة النظرية في 5 من أكتوير المنصرم، وذلك بسبب "السكر العلني واعتراض سبيل المارة وإثارة الضوضاء"، حسب بلاغ الوكيل العام.

وقد تم متابعة ضابط الشرطة في حالة اعتقال للاشتباه في ارتكابه العنف أثناء قيامه بوظيفته ضد أحد الأشخاص، والتسبب في القتل غير العمدي الناتج عن عدم التبصر وعدم الاحتياط والإهمال. فيما تمت إحالة عنصرين اثنين على المحكمة الابتدائية لابن جرير في حالة اعتقال، للاشتباه في ارتكابهما العنف أثناء قيامهما بوظيفتهما ضد أحد الأشخاص، كما تم متابعة الشرطي الرابع في حالة سراح.

وخلص التشريح الطبي، حسب بلاغ الوكيل العام، إلى أن "الوفاة تسبب فيها اختناق مرتبط برضوض متعددة تمثلت في صدمة وجهية وكدمات على مستوى الرأس واحتقان دماغي مع صدمة في العمود الفقري العنقي، وهي كلها أعراض ناتجة عن السقوط المتكرر للهالك المترتب عن فقدان التوازن بسبب حالة السكر المتقدمة التي كان عليها".

ووفقا للمصدر نفسه، فقد تم الاستماع إلى جميع عناصر الشرطة الذين عملوا على إيقافه، وكذا وضعه بالغرفة الأمنية المخصصة للحراسة النظرية، بالإضافة إلى المشرفين على مراقبتها الذين صرحوا بأن الهالك كان في حالة غير طبيعية وأبدى مقاومة أثناء إيقافه واقتياده لمصلحة الشرطة، حيث عرضهم بداخلها للسب والقذف بعبارات نابية، كما عرض أحد عناصر الشرطة للعنف والبصق على وجه عنصر آخر، مما جعلهما يقومان بصفعه، في حين صرح أحد عناصر الشرطة المكلف بمراقبة الغرف الأمنية أنه تدخل لتهدئة المعني بالأمر بضربه أسفل رجله من الخلف، بعدما تسبب في إحداث فوضى وضوضاء داخل الغرف الأمنية نتيجة توجيهه عبارات السب للأشخاص الموضوعين تحت الحراسة النظرية.

وأضاف البلاغ أنه للتأكد من هذه المعطيات تمت مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، سواء الثابتة أو المتحركة، والتي غطت كافة المسار الذي سلكه المعني بالأمر منذ لحظة إيقافه مرورا بمدخل الديمومة ومقرها والممر المؤدي للغرف الأمنية، بالإضافة إلى تسجيلات الكاميرا داخل الغرفة الأمنية التي كان يتواجد بها، فتبين أنه كان في حالة هستيرية نتيجة حالة السكر المتقدمة التي كان عليها وأبدى مقاومة عنيفة أثناء إيقافه، كما عرض بمقر الديمومة الضابط المداوم للعنف، وأثناء تواجده بالغرفة الأمنية كان يقوم بالصراخ ويتجول يمينا ويسارا موجها عبارات السب والشتم في حق عناصر الشرطة، وأحيانا يقوم بضرب الحائط والباب الحديدي برجله وصدره، ومع مرور الوقت لم يعد  يسيطر على توازنه، حيث كان يترنح ويسقط على الأرضية الصلبة للغرفة مرارا على وجهه وعلى الجزء الخلفي من رأسه، تبع ذلك دخوله في حالة تقيئ شديدة استدعت نقله إلى المستعجلات، غير أنه رفض تلقي الحقنة للحد من القيء، التي وصفتها له الطبيبة المداومة بعد كشفها عن حالته رغم كل المحاولات في إقناعه، كما جاء في تصريحات الممرضتين وعناصر الشرطة الذين رافقوه للمستعجلات.

وتعود فصول النازلة، حسب مصادر محلية، إلى مساء الأربعاء 5 أكتوبر الماضي حين كان الشاب "جالسا رفقة فتاة بإحدى الحدائق"، حيث حلت بعين المكان دورية للشرطة، فدخلت في نقاش مع الشاب تطور إلى محاولة إدخاله سيارة الشرطة، ولم تتمكن عناصر الدورية من ذلك إلا بعد أن تعززت بعناصر إضافية.