ملفات الأحداث

#ملحوظات_المونديال⚽️: "نحن والسعودية" !

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الأربعاء 23 نوفمبر 2022
794FFACE-4300-44B9-A10E-62525EF3E37D
794FFACE-4300-44B9-A10E-62525EF3E37D

AHDATH.INFO

أكثرنا تفاؤلا يوم الثلاثاء الماضي كان يعتقد أن منتخب الطانغو الأرجنتيني سيدك شباك الأخضر السعودي بثلاثة أو أربعة أهداف.

وعندما سجلت الأرجنتين في الدقائق الأولى للقاء، عبر ضربة جزاء ميسي، ازداد تأكدنا من أن الحكاية لن تكون سهلة للسعوديين.

أما عندما شرعت شباك الأخضر في تلقي الهدف الأبيض الأول ثم الثاني فالثالث، والتي ألغيت كلها بداعي التسلل، فإن سؤال متتبعي الكرة كان هو: كم سيصمد الأخضر؟ وهل سينفع هذا السلاح ذو الحدين، الذي يسمى الرهان على التسلل في كبح جماح ليو ومن معه من خيرة اللاعبين العالميين؟

أتانا الرد من كتيبة طيب الذكر هيرفي رونار على الميدان: انضباط تكتيكي قليل النظير. إتقان تام وحرفي لخطة المدرب. التزام عسكري بتفاصيل التفاصيل في هاته الخطة. ثم أداء قتالي على كل مرة دون أي مبالغة.

كل كرة نقول كانت حربا حقيقية توجب على لاعبي الأرجنتين إن أرادوا الحصول عليها القتال لأجل ذلك، وقد فشلوا في أغلب هاته "المعارك" الثنائية.

ثم حلت تلك الدقائق العجيبة في المباراة: عادلت السعودية النتيجة، وانتبه العالم كله إلى أن شيئا ما يقع في الملعب أمام أنظار الجميع ذلك الثلاثاء.

"شيء ما يطبخ على نار سعودية مشتعلة غير هادئة". كذا كان يقول المتفرجون وهم يرون تطورات اللقاء.

شيء ما كتبه "الطورنادو" سالم الدوسري بشكل ولا أروع: لاعب من الخليج العربي يوقف كرة نازلة من السماء ب "بلوك" نادر، ثم يتلاعب بثلاثة لاعبين من منتخب الأرجنتين داخل مربع عملياتهم وهم يشاهدون ويكتفون بالفرجة، قبل أن يطلق رصاصة الرحمة في اتجاه الشباك، ويجبر عالم الكرة كله على الوقوف تحية وتصفيقا واحتراما لماشاهدناه جميعا وأصبح اليوم في عداد التاريخ المونديالي.

العبد لله، مقترف هاته الملحوظات، محب قديم لميسي وللعب ميسي (قبل الذهاب إلى باريس)، وعاشق قديم لأرجنتين كيمبيس ومارادونا وريكيلمي وأرديليس وباتيستوتا وبقية الرعيل الكروي الماجد، لكنني يوم الثلاثاء، مثلي مثل كل المغاربة، ومثل كل محبي الكرة في العالم كنت مشدوها ومفتونا بمافدمه منتخب السعودية في مباراته الأولى في مونديال قطر.

هل شعرت بالفخر لأنني عربي؟

نعم، وبكل صراحة.

هل شعرت بالسعادة لأن الكرة التي أحبها لاتعترف بالألقاب والأسماء، وإنما بالأداء على رقعة الميدان؟

نعم، بالتأكيد.

هل طار بي العويس والشهري والدوسري والشهراني والبقية إلى عوالم متعة لاتضاهى خلال كل دقائق ذلك اللقاء؟

أي والله نعم.

لأجل هذا نشكرهم، ولأجل هذا نشكر الكرة التي نحبها والتي لن تتوقف عن إدهاشنا أبدا.

لذلك سنواصل حبها، هاته الملعونة. لذلك سنواصل معها هذا العشق اللعين…