ثقافة وفن

المغرب والجزائر: بضدها تعرف الأشياء !!!

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الاحد 30 أكتوبر 2022
30970C08-7A0B-4174-8C79-6B2BC31D92B3
30970C08-7A0B-4174-8C79-6B2BC31D92B3

AHDATH.INFO

محزن للغاية أن تمضي عمرا، بل أعمارا، في محاربة بلدك الجار بالمال والسلاح والإعلام، وفي نهاية المطاف يصبح ذلك الجار الذي عاديته هو محور كل شيء، والحدث الأساس في قمة تنظمها على أرضك، تريد بها فقط أن تلفت الانتباه إلى نفسك.

وعندما كان الصحافيون الجزائريون يتهافتون بتلك الطريقة المثيرة في مطار الهواري بومدين على وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة الذي يلقبه المخيال الشعبي هنا ب "مول المقص"، (افتخارا بعدد القنصليات التي دشنها في مدينة الداخلة ومدينة العيون المغربيتين)، كان الكل يزداد تأكدا أن أي معركة مع بلد عريق مثل المغرب، هي معركة خاسرة سلفا.

أصلا هذا البلد لايحب دخول معارك. لكنه إن دخل واحدة منها ضدا على إرادته، ومكرها غير راغب، انتصر فيها.

ودعونا هنا نقول إن هذا البلد الذي لايمتلك إمكانيات مادية كبيرة استطاع في لحظة محتقنة مثل سبعينيات القرن الماضي أن يواجه كل مال ليبيا والقذافي وكل مال الجزائر وبومدين، بفضل شيء واحد فقط: أنه بلد حقا، وأنه دولة.

لذلك يزداد اقتناع المؤمنين - مثل كاتب هاته الأسطر وغيره كثير - بأهمية العراقة في الحكاية كلها، وبأهمية التاريخ.

لاشيء يأتي من العدم إلا العدم ذاته.

وهذا الارتكاز على مايصنع الهوية فينا نحن المغاربة منذ بدء الخليقة، وهذا الافتخار بأننا لانشبه ماعدانا ومن عدانا، وهذا الفهم الكامل أننا فسيفساء مختلفة (زليج بالدارجة) وجدت في قلب كل اختلافاتها الغنية (العرقية، الدينية، الجنسية…)، نقط التقاء ووحدة تجعلها ثوابتها التي بها تسير وتواصل المسير، (كل هذا) هو مايصنع هاته القدرة على البقاء، على الصمود، على التميز، وعلى رفع الرأس عاليا بين الجميع، والصراخ بافتخار "حنا مغاربة".

نفهم في الجهة المقابلة، أو في الجهات المقابلة، أن جملة " فاقد الشيء لايعطيه"، ليست مجرد عبارة قيلت يوما وكررها الناس حتى صارت مأثورًا تتوارثه الأجيال.

هي فعلا خلاصة حياة، عصارة تجارب، وصفوة عيش السنوات.

يطمئننا مايقع أننا في الطريق السليم: نريد خير بلادنا وتنميتها فقط، ونأمل الخير لكل الجيران. ندافع عن وحدة وطننا بكل مانملك غاليا كان أم نفيسا، ونعلن باستمرار قدرتنا على الصفح الجميل، والعفو الأجمل، بمد اليد من فوق لمن أمضى عمره، بل أعماره كلها، يحاول الإساءة إلينا فلم يستطع.

ذلك حال المغرب، ذلك حال المغاربة…اليوم وبالأمس، وغدا وإلى أن تنتهي كل الأيام.