مجتمع

أمانديس توزع مياه "نتنة" بمرتيل وتطوان

أحداث أنفو الاثنين 24 أكتوبر 2022
8E769D23-C67D-43BC-9CCE-FA423A6EEF9F
8E769D23-C67D-43BC-9CCE-FA423A6EEF9F

Ahdath.info

            نكهة غريبة وذوق أشبه بماء مخلوط بالتراب، أو كما يصفه البعض ب"الماء غامل"، ذلك ما تخرجه صنابيرالماء بمدينة مرتيل منذ بضعة أيام، لا أحد يعرف سبب تغير نكهة المياه في المدينة الساحلية مؤخرا، وحتى ببعضأحياء تطوان، حيث لا يختلف إثنان عن كون تلك المياه الرائجة بالصنابير مختلفة تماما عن المياه التي اعتاد هؤلاءشربها منذ سنوات، حتى في فترات الجفاف، وحينما كانت المياه تنقطع لساعات.

         عدد من المواطنين اتصلوا عبر الأرقام الخضراء، بشركة أمانديس، بصفتها ذات الإختصاص، لمعرفة سببتغير ذوق الماء، وفيما إذا كان الأمر يتعلق بأحياء دون أخرى، وفيما إذا كان هناك مشكل قد يؤثر على صحةمستعمليه، فعدد كبير يعتقد أنه اختلط ربما بأتربة أو مياه عادمة، فيما لا جواب لحد الساعة من طرف شركة"امانديس" التي أعطت بظهرها منذ مدة، ولم تعد تتواصل إلا مع من تريد وقت ما تريد، في محاولة لإخراسالاحتجاجات التي تطالها.

         اتصالات المواطنين، واتصالاتنا، في محاولة لمعرفة ما حدث أو ما يحدث بخصوص تغير ذوق مياه مرتيل،التي عادة ما تجلب مياهها من سد أسمير، العذب المياه، إلا أن لا أحد يرد لا أحد يمتلك أي معلومة بهذاالخصوص، فيما هناك تكتم كبير على كل ما يحدث، بخصوص خروقات هاته الشركة، التي لم يعد يهمها كثيرا مايقلق الزبناء، وتكتفي بشراء وصلات إشهارية في منابر مختارة، لاجل تلميع صورتها، بالمقابل تضيع حقوقالمواطنين، خاصة في ظل صمت الجماعات التي لها صلاحية المراقبة.

         ذوق مياه مرتيل المتسخ أو المتعفن، أو الغير المقبول، كان قد جربه أهالي تطوان في فترة الجفاف منذ قرابةأربع سنوات، حينما تم تغيير تزويد المدينة بالمياه من سد أسمير إلى سد النخلة، إذ لم يعد أحد يستطيع شرب تلكالمياه فاختار عدد كبير اللجوء للمياه الطبيعية أو المعدنية لتعويض مياه الصنابير، بالنسبة للشرب، مخافة أنيصابوا بأي أمراض متنقلة عبر المياه، خاصة في ظل انتشار شائعات عن عدم صلاحياته، أكدته حتى بعضالجمعيات البيئية المتخصصة.

         بعض المحتجين نشروا ما يحدث عبر صفحاتهم بالفيسبوك، وكشفوا عن صم أمانديس للآذان وعدم الرد علىاستفساراتهم واحتجاجاتهم، وقد تخرج غدا ببيان بعيد كل البعد عن حقيقة ما يحدث، خاصة في ظل الصمتالمطبق وعدم تداول أو نشر هذا المشكل، مما يزيد في طغيان الشركة المعنية، واستمرار تعنتها في التعامل معزبنائها بشفافية ووضح، مسخرة للرد على كل الانتقادات بعض المنابر، في حين يبقى الضحية هو المواطن.

         وينضاف لمشكل المياه "المتعفنة" التي تخرجها الصنابير، ارتفاع الفواتير بشكل غير مقبول، بل أن هناكشقق كانت فارغة خلال الفترة الصيفية، وتوصلت بفواتير مرتفعة تماما كباقي الشهور الأخرى، وهو ما يؤكد عدمقراءة العدادات بشكل جدي، والاعتماد في كثير من الأحيان على تقديرات غالبا ما لا تكون حقيقية، وهو ما يثبت مايحدث من اختلالات في كثير من الفواتير، والسبب هو صعود الاستهلاك بسبب تأخر قراءة العدادات للفئة الثالثةمن الاستهلاك، مما يجعل الفاتورة مستعرة.

         لم يعد هناك من يستطيع حاليا الوقوف في وجه امانديس، وهي تشرف على المغادرة بعد عامين، فقداستطاعت أن تخرس الجميع، وتضعهم في سلتها، وأن يبقى المواطن وحده الضحية في هاته المعادلة، في انتظارما ستسفر عنه السنوات المقبلة، بعد تولي شركات وطنية تدبير القطاع، بعد تأسيس شركات مشتركة فيما بينالجماعات.