ثقافة وفن

منعم وحتي يسائل مرشد الدولة الإيرانية عن بصيرة علي بن أبي طالب

متابعة الخميس 13 أكتوبر 2022
Capture d’écran 2022-10-13 à 09.33.45
Capture d’écran 2022-10-13 à 09.33.45

AHDATH.INFO

بقلم: منعم وحتي  

احترت كثيرا في البحث عن مقدمة لرسالتي، هل بمدخل ديني لتفكيك عصبية القبيلة التي استحكمت في مفاصل الدول وتكتلاتها، وأنا أدقق تراتبية شجرة عائلتك المعلنة والتي تنتهي إلى ذرية الخليفة علي بن أبي طالب، وهي نفس الذرية التي تنتهي إليها أسرة العلويين التي تحكم الدولة المغربية ؟

وبقيت تتجاذبني دهاليز التنافر والتقارب الأسري والديني والمذهبي والسياسي، وبين مدخل سراديب المصالح الاستراتيجية وتكلس العداءات التاريخية وحرب المحاور، وهو ما حول هاته الحيرة لمادة خصبة لأسئلة المقدمة هاته...، وللتذكير فنفس الجدال كان موضوع نقاش سابق مع مقاومي ويساريي المشرق والعالم حول مغربية الصحراء.

أتيح لي أن أصل حتى أقاصي الجنوب اللبناني على الحدود مع الكيان الصهيوني لأشهد معلمة مْلِيتَّا، ولأقف على إحدى التجارب الرائدة في الدفاع عن الوطن ضد مؤامرات التقسيم والتفتيت، وقد امتزجت على هاته الأرض دماء جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وفصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية، دفاعا عن الأرض والإنسان وضد الخرائط المصطنعة كولونيالياً، حيث جَزَّأَ الاستعمار وحدة الأوطان وترك ألغام القلاقل والاضطرابات على الحدود وقضم البقية.

الحكاية ذاتها، كما هناك في لبنان قضم لمزارع شبعا، وخط أزرق مضطرب على الحدود بين لبنان وفلسطين، وقضم للجولان السوري، ومحاولات إثارة النعرات الطائفية والعرقية على حدود الأرض والوطن، فنحن نعيش في المغرب نفس الألغام التاريخية المفبركة لإدامة عدم الاستقرار وإدامة التدخل الأجنبي وبسط يد الاستعمار بأشكال جديدة على أوطاننا فالمغرب كما المشرق.

كثيرا ما يلتبس الأمر على أطراف نحترمها، تعتبر نفسها مقاومة أو يسارية أو قومية حداثية، حين يُطْلَبُ موقفها من الصحراء المغربية بالمنتديات الدولية والإقليمية، وتحاول الالتواء بطريقة ميكانيكية لا تخلو من تبسيطية وتسطيح مغرق في استنساخ المواقف، حيث تناصب العداء لوحدة أراضي المغرب وسيادته على صحرائه، فقط لأن النظام المغربي يقول بمغربية الصحراء.

فليعلم السيد خامنئي، أننا لسنا نسخة من النظام القائم بالمغرب، بل إن مواقفنا تعتبر أكثر تجدراً في مسألة وحدة أراضي وطننا المغرب ضد كل مؤامرات التقسيم والتفتيت التي قادها المستعمرين الفرنسي والإسباني، حيث تم قضم جزء من أراضينا من طرف إسبانيا شمالا: سبتة ومليلية والجزر المغربية، وقادت فرنسا عملية تشويه رسم الحدود الشرقية بقضم أراض مغربية أضيفت لخريطة الجزائر، إمعانا في إدامة التوتر الحدودي التاريخي، لكن الأدهى والأمر أن لا يستوعب السيد خامنئي الذي خبر مؤامرات اجتزاء أراضي الأوطان ودسائس الاستعمار الجديد ببث نعرات التقسيم وخلق الكيانات الوهمية، أن إشكال المنتظم الدولي في تعاطيه مع قضية الصحراء المغربية، هو نفسه بحُلة أخرى إشكال مزارع شبعا والجولان الذين يعودان للوطنين اللبناني والسوري.

إن مقاييس من يحمل لواء المقاوم في الدفاع عن وحدة الأوطان وسيادة أراضيها ضد لعبة سايكس ــ بيكو مشرقية أو مغربية، من النباهة أن تكون ذاتها، فلقد عانى رفاقنا كثيرا في الدفاع عن طروحاتنا المستقلة عن النظام تثبيتا لوحدة أراضي المغرب وسيادته الشعبية على كل ترابه، وطروحاتنا تاريخيا واضحة ومستقلة، حيث ربطنا بين تحرير الأرض والإنسان، فبذات منطق العيش المشترك الذي كنا حوله سندا لطروحات المقاومة واليسار بلبنان وسوريا وكل بقاع العالم، من المهم أن يكون الاصطفاف إلى جانب وحدة أراضي المغرب جنوبا وشمال، ومليتا اللبنانية كما الداخلة والعيون المغربيتين، لولا مكر التاريخ والجغرافيا.

إن مراسلة التوضيح هاته، تتعالى على النزوات الديبلوماسية الضيقة، وتصب في تدقيق وحدة المصير والهدف في مواجهة الموجة الثانية من الكولونيالية التي تستهدف وحدة أوطاننا بخلق كيانات وهمية، منتهاها زعزعة استقرار الأوطان لتسهيل عملية اختراقها والهيمنة على مقدراتها.

السيد خامنئي، قد نستوعب لعبة المحاور التي تتبناها إيران في دعم الدولة الجزائرية ونظامها، وهذا حق سيادي لكم، لكن أن تصل الدولة الإيرانية وأنت مرشدها إلى درجة تسليح ميلشيات الانفصال للبوليساريو وبث القلاقل ومؤامرات الحروب على حدودنا في الصحراء المغربية، فهذا ما وجب تنبيهك لمخاطر ما تقدمون عليه، فلا فرق في ذلك بين مؤامرة سايس ــ بيكو ومؤامرة الدولة الإيرانية في زعزعة المنطقة ومحاولة تقسيم وتفتيت وحدة أراضي المغرب..

كن متأكدا السيد خامنئي أن المقاومين من أجل القضايا العادلة لا يُنزلون أيديهم ولا يطأطئون رؤوسهم بسهولة...، والأكيد أن من سيمس حبة رمل من أراضينا بالصحراء المغربية أو يتجاوز حدودها سنعيد معه ملحمة تموز مغربية..

فليتعض الجميع..

مع كامل مودتي واحترامي للشعب الإيراني والحضارة الفارسية العريقة.