ثقافة وفن

دراسات نقدية لخديجة عماري حول "اللامنتهي في السرد الحديث"

أحداث أنفو الخميس 15 سبتمبر 2022
97365445-30EB-4C91-AE20-753D17DBE273
97365445-30EB-4C91-AE20-753D17DBE273

Ahdath.info

صدر حديثا عن مؤسسة مقاربات للنشر والصناعات الثقافية واستراتيجيات التواصل، كتاب نقدي للدكتورة خديجة عماريتحت عنوان "اللامنتهي في السرد الحديث، دراسات نقدية"

الكتاب الجديد الذي صدرت طبعته الطبعة للعام الحالي 2022، تصدرت غلافه لوحة للفنانة المبدعة نادية خيالي، ويقع في 250 صفحة.

وحاول كتاب خديجة عماري، متابعة الإنتاج السردي المعاصر مستعينا بالنظريات الأدبية باعتبارها تاريخا للمنجز السردي، وأهم تلك التنظيرات تأخرت عن الإبداع الروائي والقصصي أو تطورت بالموازاة معه كما هو معروف، وأنتجت لنا تلك الجهود التي أعطت ما شكل لنا الأدب في تمظهراته المختلفة، ومنه الرواية والقصة هذين الجنسين اللذين ظهرا مع النهضة الأوروبية، والطبقة البرجوازية، وتوسع المدينة، وتعقد حياة الإنسان، ولقيا انتشارا واسعا عن طريق الترجمة والنشر الورقي والإلكتروني، وبالتالي أصبحا جنسين إبداعيين بمقومات عربية، إذ أسسا لهما هوية خاصة ومدارس نقدية استلهمت من الغرب تجربته وطورتها، حتى يستوعب الطبيعة الإبداعية لهذين الجنسين، وبالتالي يواكب النقد مراحل تطورهما إن على مستوى الخطاب أو الحكاية المسرودة.  

وأشارت الكاتبة في مقدمة مؤلفها، إلى مرتكز مهم لدى مختلف الكتاب، الذين اتخذوا من التخييل منطلقا لهم لوضع تصورهم للعالم كما يرونه أو كما يريدونه أن يكون، مؤكدة انهم نقلوا بذلك أنفسهم ثم قراءهم لهذا العالم الموازي الذي خلقوه بمخيلتهم، معتمدين على المعطيات الاجتماعية والتاريخية والسياسية...، بل تدخل تجربتهم ضمن تركيبة معقدة ومن الصعب تحليلها وفهمها.

وخصصت الناقدة عماري كتابها لرويات "المغاربة" و"رحلة خارج الطريق السيار" و"هوت ماروك"، و"القندس"، و"اسمه الغرام"، وأيضا لقصص "نساء عند خط الاستواء"، و" وجع الرمال"، و"سيدة العتمة".

وبشكل عام، يشتمل هذا الكتاب على مجموعة من التلقيات النقدية لنصوص روائية وقصصية حديثة الصدور، حاولت الكاتبة مقاربتها من مختلف الزوايا بناء ومضمونا، وهو ما عبرت عنه في مقدمة الكتاب، بقولها: "لم يأتِ هذا الاشتغال النقدي على المنجز الإبداعي السردي اعتباطيا، بل هو سعي مني لاستكمال ذلك المشروع الذي بدأته مع أطروحتي الجامعية: تلقي الرواية العربية المعاصرة، النقد المغاربي نموذجا"

الكتاب الجديد الذي بين أيدينا، يؤكد أن النقد الأدبي فن رغم صرامته يتيح للمهتم به أن يستفيد من روائع النصوص الأدبية التي خلدها الإنسان، ذلك أن قراءته المتراكمة والعالمة كونت لديه تصورا مهما عن كيف يجب أن يكون عليه الإبداع الأدبي والقراءة المنجزة فيه. بل إن المعرفة العلمية والإحاطة الشاملة بالمسار الأدبي الذي حققه الكُتّاب في صنف معين تجعل رؤيته متعددة الزوايا، وأكثر انفتاحا من الناقد المخلص لتيار واحد يأبى أن ينفتح بانفتاح العالم وتطوره المعرفي والمنعكس على النصوص الإبداعية التي ينتجها الكتاب اليوم، هروبا من ضيق الواقع وسلطة الرقابة التي تلقي بقيودها عليه، فالأدب أكثر من وسيلة للتعبير، إنه حياة. "