في الواجهة

ادريس السنتيسي: الخطاب الملكي تضمن رسائل هامة تتطلب آليات عملية لتفعيلها

أحداث أنفو الاحد 21 أغسطس 2022
515A3901-EB4D-446D-A5ED-B0D6E4EE9B66
515A3901-EB4D-446D-A5ED-B0D6E4EE9B66

Ahdath .info

أكد دريس السنتيسي رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب أنالخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى 20 غشت  شكل ،مثل سابقه في ذكرى عيد العرش المجيد،   ترسيخا للجيل الجديد في الخطابات الملكية السامية حيثذأب جلالته حفظه الله على تخصيصها لقضايا وملفات متناسقة ومواكبة لسياق المرحلة".

واوضح رئيس حيث حزب السنبلة بالغرفة الاولى للبرلمان ، أن "خطابي جلالة الملك محمد السادس نصره اللهبمناسبتي ذكرى ثورة الملك وقبلها بمناسبة عيد العرش تشكل إطارا مرجعيا وبوصلة استراتيجية مؤسسة لبرنامجعمل سياسي واقتصادي واجتماعي وحقوقي للمرحلة المقبلة" ، ودعا الحكومة إلى  المبادرة "لبناء منظومة عملمشترك مع مختلف المؤسسات الدستورية والأحزاب السياسية والفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين والمجتمعالمدني لتنزيل هذه التوجيهات الملكية السامية وتفعيلها  بعيدا عن منطق المواقع و التموقعات السياسوية الضيقة لأنمصلحة الوطن فوق كل اعتبار وحساب" .

واشار السنتيسي ان "جلالة الملك خصص "هذا الخطاب السامي لمستجدات ملف وحدتنا الترابية في بعدهالجيواستراتيجي وربطه بملف مغاربة العالم برؤية استراتيجية تستحضر دروس وقيم ملحمة ثورة الملك والشعبالمتزامنة مع ذكرى عيد الشباب ، وهو تزامن يربط الماضي المجيد  للمملكة المغربية بمستقبلها الواعد ويجسد مساروطن عريق من حجم المغرب  مؤطر بثوابت وقيم راسخة ،وبروح الاستمرارية المتجددة والتلاحم الدائم بين العرشوالشعب. وهي قيم وعبر استهل بها جلالة الملك خطابه السامي وختمه بها"، مضيفا   انه "حمل عدة رسائل هامةتتطلب من الحكومة والبرلمان ومختلف المؤسسات الدستورية والعمومية ومختلف الفعاليات السياسية والاقتصاديةوالاجتماعية والمدنية بلورة أليات عملية لتنزيلها وتفعيلها".

 واشار السنتيسي أن من هذه الرسائل مايلي :

أولا : رسالة اعتزاز بالرصيد  الدبلوماسي  الوطني الذي رسخ مغربية الصحراء بفضل الرؤية الدبلوماسية الحكيمةلصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وتماسك الجبهة الداخلية المتراصة وراء جلالته.

ثانيا : رسالة تفيد الانتصارات الدبلوماسية المتلاحقة لبلادنا والتي خلقت تجاوبا كبيرا مع عدالة قضية وحدتناالترابية الراسخة بالبيعة والتاريخ وبمشروعية القانون الدولي في مختلف القارات والمجموعات الجيواستراتيجيةسواء في أمريكا وامريكا اللاتينية وفي أروبا الشرقية والغربية وعلى مستوى الفضاء العربي والافريقي وغيرها .

ثالثا : علاقة بمضمون الرسالة السابقة وجه جلالة الملك رسالة واضحة إلى بعض الدول التي تربطها شركة تقليديةمع المملكة المغربية مفادها نهاية زمن التساهل مع ازدواجية المواقف مطالبا اياها بالكشف عن موقف واضحوالخروج من المنطقة الرمادية والاختباء وراء تصريحات عامة تستثمر في الغموض وتفسح المجال لكل التأويلات.

وفي منظورنا فالمعني الأول بضرورة الخروج من هذه الزاوية المغلقة هو فرنسا التي تعد الشريك الاقتصادي الأولللمغرب وبعلاقات تاريخية وسياسية متميزة ومع ذلك تماطل في الكشف عن موقف صريح وحاسم ، وقس ذلك علىبعض بلدان الفضاء المغاربي.

رابعا : رسالة واضحة المعالم تؤكد أن الموقف من قضية وحدتنا الترابية هو الميزان الوحيد لقياس علاقات المغرب معمحيطه الإقليمي والدولي أو كما وصفه جلالة الملك نصره الله بالنظارة التي ينظر بها المغرب إلى العالم  ويقيس بهاالصداقات والشركات ، وعمق هذه الرسالة أن زمن بناء علاقات مع المغرب  بلغة المصالح على حساب السيادةوالوحدة الترابية للمملكة قد ولى ولا مكان له في مسار  مغرب يعرف من أين اتى وإلى أين يسير.

خامسا : رسالة تدعو جميع المغاربة داخل الوطن وخارجه  إلى مزيد من التعبئة وتقوية الجبهة الداخلية التي هيمرتكز تحصين وحدتنا الترابية والوطنية ، وهي رسالة تستوجب تقوية وتعزيز مختلف الجبهات الدبلوماسية بما فيهاالرسمية والبرلمانية والحزبية والمدنية والشعبية برؤية متكاملة ومتناسقة .

سادسا : رسالة شكر وتنويه بالادوار الطلائعية لمغاربة العالم في الدفاع عن وحدة الوطن والتراب بمقدساته وثوابتهوحرصهم المتميز على الارتباط بروح الوطنية والمواطنة بتكامل بين الأجيال،  وهذه الرسالة جعلها جلالته مدخلالرسائل أخرى حول حقوق مغاربة العالم على وطنهم  ومؤسساته.

سابعا : في هذا الإطار وجه جلالة الملك نصره الله رسالة في صيغة استفهامات تحمل في جوهرها جوابا حول  نجاعة السياسات العمومية الموجهة للجالية المغربية المقيمة بالخارج والبالغة كما قال جلالة الملك خمسة ملايينومئات الآلاف من المغاربة اليهود . وهي استفهامات موجهة بالأساس إلى الحكومة والبرلمان ومؤسسات الحكامةوالهيئات المكلفة بشؤونهم .

ثامنا : في هذا السياق دعا جلالة الملك إلى تعزيز الروابط بين الجاليات المغربية بالخارج مع وطنهم ، وهو مايتطلب في نظرنا مراجعة للسياسة الثقافية المنتهجة عبر تفعيل أحكام الدستور في تصديره وفي فصوله من خلالاستراتيجية تربط مغاربة العالم باللغات والثقافة المغربية الأصيلة بتنوع مكوناتها وروافدها،  كما يتطلب الأمرالاعتناء كذلك بالرافد العبري في الثقافة الوطنية لتجسير العلاقة بين الوطن والالاف من المغاربة اليهود بالعالم. ولابدكذلك في هذا الإطار من تعزيز سبل التأطير الديني في صفوف الأجيال الجديدة من مغاربة العالم ونشر قيمالوسطية والاعتدال والتسامح في أوساطهم المهددة بجادبية التيارات المتطرفة والمنحرفة.

تاسعا : رسالة مفادها خلق أليات لاستقطاب الكفاءات من مغاربة العالم وإشراكهم في بناء الوطن وفي مؤسساته، وهذا في منظورنا يتطلب أن تبادر الحكومة إلى تفعيل أحكام الدستور المتعلقة بضمان تمثيليتهم السياسيةوالانتخابية في المؤسسات الوطنية وفي صدراتها المؤسسة التشريعية،  كما نعتقد أنه من غير المعقول عدم فسحالمجال لهذه الكفاءات والادمغة للمساهمة في تدبير الشأن العام من خلال القانون التنظيمي للمناصب العليا .

عاشرا : رسالة  لخلق مناخ مؤسساتي وإطار تشريعي  يستوعب قضايا ومشاكل مغاربة العالم ، وهي رسالةتستلزم،  في نظرنا ، مبادرة الحكومة بتعاون مع البرلمان  لاقتراح أرضية تشريعية جديدة  وبالتالي مراجعة تركيبةواختصاصات المؤسسات المعنية بشؤون مغاربة العالم كمجلس الجالية ومؤسسة الحسن الثاني ، كما أصبح منالمطلوب التفكير في خلق قطاع حكومي يتولى شؤون مغاربة العالم برؤية أفقية منسجمة" .

واشار السنتيسي انه "في صلة بهذا الشق المؤسساتي فالخطاب الملكي السامي دعا بوضوح كذلك إلى خلقالجاذبية في صفوف مغاربة العالم للاستثمار في وطنهم الأم ، وهو ما بتطلب من الحكومة وضع حد للمساطرالمعقدة ومباشرة إصلاح إداري شامل واستحضار وضعية المستثمرين من مغاربة العالم والشباب منهم في ميثاقالاستثمار الجديد« .