مجتمع

نيران "أهل سريف" بإقليم العرائش أخطر حريق وطنيا

العرائش: العربي الجوخ الاحد 17 يوليو 2022
EE10BEBF-F9DF-4631-AF8F-FF1A3FFFFAA8
EE10BEBF-F9DF-4631-AF8F-FF1A3FFFFAA8

Ahdath.info

لا تزال رقعة المناطق المهددة بألسنة النيران  تتسع، فإلى حدود صباح اليوم الأحد، النيران مشتعلة بمنطقة جبالةبإقليم العرائش، حيث تندلع بشراسة بمداشر جماعة سوق القلة بشكل رهيب، حيث أن النيران لا تزال مشتعلةبغابات مداشر تارية، أدارس، صافوهال، شبيكة الدين، مدشر الحمة، المنجرة، والعنصر، إذ أن السكان مهددونبانتقال النيران إلى منازلهم، حتى أن  السلطات نبهت، الجمعة والسبت الأخيرين، ساكنة مدشر الحمة بجماعةسوق القلة، والدواوير المجاورة له بحزم الأمتعة وإخلاء البيوت، تجنبا لأي خطر قد يطرؤ في أية لحظة، خصوصاوأن ألسنة النيران لا تزال تتحدى كل محاولات فرق الإطفاء، فالوضع المعقد يعيق مختلف التدخلات،   بسبب قربالمداشر لبعضها البعض، إذ أن المسافة الفاصلة بين مدشر وآخر لا تتجاوز أحيانا خمس وعشرين دقيقة سيراعلى الأقدام،  وكذا وعورة المسالك والطرق المؤدية إليها وما ينجم عن ذلك من صعوبة وصول فرق الإنقاذ وكذا إجلاءسكان المداشر المهددة بالحرائق، كما أن انتشار الأحراش بكثافة يسهل انتقال النيران من مدشر إلى آخر، خاصةمع ارتفاع درجة الحرارة وقوة  رياح الشرقي، ما استدعى تدخل أربع طائرات كاندير المتخصصة في إخمادالنيران، وكذا تدخل حشود من الجيش التابع للقوات المسلحة الملكية، أما بالنسبة لمداشر جماعة بوجديان التيكانت بها الشرارة الأولى للنيران، وبالضبط بمدشر الحرارة، وكذا جماعة تطفت، فقد تمكنت فرق الاخماد وحشودالمتطوعين من إخمادها، بعدما التهمت الاخضر واليابس وقضت على أحلام السكان القرويين بالمنطقة.

وعلم لدى مصادر محلية بإقليم العرائش، مساء أمس السبت، أن التعبئة لاتزال مستمرة لاحتواء الحريق الغابويالمسجل على مستوى غابةبني يسف آل سريفالمتواجدة بالمجال الترابي لجماعتي سوق القلة وبوجديان.

وأضافت المصادر ذاتها، أنه تم تعزيز طواقم الإطفاء ووسائل وآليات التدخل الأرضي والجوي في مواجهة النيران،مع تسجيل اتساع محيط المجال الغابوي المعني بهذا الحريق إلى حوالي 4660 هكتار، طالت ألسنة النيرانالنصف منها تقريبا، إلى حدود مساء أمس السبت 16 يوليوز 2022.

كما تم تسجيل تواجد بؤرتي حريق مهمة نسبيا، تجاهد أطقم الإطفاء لتطويقها واحتوائها، مع الاستمرار في تتبعومعالجة المناطق الأخرى الأقل حدة.

وأكدت المصادر ذاتها، أنه جرى تأمين نقل 1325 أسرة موزعة على 19 دوارا، إلى حد الساعة، بعيدا عن أماكنالحريق، وذلك حفاظا على سلامتهم ودرء لكل المخاطر الممكنة.

وبحسب تقرير أنجزه أطاك المغرب فرع القصر الكبير، فإن الحرائق بجماعة بوجديان بمنطقة أهل سريف بدائرةالقصر الكبير، إقليم العرائش، مست لحد الآن حوالي 10000 هكتار، من الغابات والأراضي الزراعية والمراعيوعدد من الدواوير (العزيب الأعلى، أواجة، العزيب السفلي، بني صفار، سيدي بوخزار، سيدي احمد العسري..) واستمرار الحريق في باقي المداشير المجاورة في المنطقة، كمداشير الدمنة، جاهجوكا، مكادي، مخلفة كتقديرأولي، خسائر مادية كبيرة، تتلخص في أنباء عن حالة وفاة ومفقودين، ونفوق أزيد من 200 رأس من الحيوناتالأليفة، واحتراق آلالاف الأشجار المثمرة، وعدد كبير من المنازل، وحقول الفلاحة المعيشية مصدر الدخل الأهمللساكنة من قمح وشعير وذرة وقطاني، ومحصول الكيف والطابة، وكل المحاصيل المخزنة، وإتلاف شبكة الكهرباء.

نفس التقرير أكد أن الحريق اندلع بعد منتصف يوم الأربعاء 13 يوليوز 2022، وتعاطى معه السكان بما يملكونمن وسائل بدائية وتضامن، وعند تقدم الحرائق إلى المناطق السكانية بعد مغيب شمس اليوم ذاته، بدأ السكانيتركون منازلهم ويحملون بعض أمتعهم الخفيفة، فيما لم يسجل للسلطات المحلية في البداية أي حضور، كما أنالكائنات الانتخابية التي ألفت المتاجرة بمآسي الناس، لم تقم بأي دور يذكر، اللهم إعطاء معلومات غير دقيقة حولحجم الحريق، حيث تم التقليل بداية من قوته، ثم الذهاب لالتقاط الصور عند إخماد أجزاء من الحرائق في بعضالمناطق. فيما تبين أن جميع وسائل الحماية والتدخل الاستعجالي المفترض توفرها لدى مصالح الوقاية المدنية ولدىالمجالس الترابية وقطاع المياه والغابات، (تبين) أنها غير متوفرة، فيما تدخلت طائرات الإطفاء ابتداء من صباح يوم14 يوليوز 2022 بعد أن أخذ الحريق حجما مهولا وأضحى يهدد بالامتداد إلى مساحات أضخم، مهددا كلمنطقة أهل سريف، للجماعات القروية بوجديان، القلة، وتطفت، بإقليم العرائش.

وتبين أنه كان لتدخل شباب القرى المعنية والقريبة، الدور الأهم في تقليص الخسائر المادية وإنقاذ الأهالي الذينتعرضوا للاختناقات، حيث كانت بعض السيارات الخاصة هي من تقوم بإجلاء المصابين بالاختناق.

إن حجم هذه الفاجعة كبير للغاية، يشير التقرير، حيث خسر سكان المنطقة مصادر عيشهم ومحصول موسمهمالزراعي ومنازلهم أضحت حطاما. مما سيخلق وضعا اجتماعيا واقتصاديا أكثر تأزما بالمنطقة.

أما عن الخسائر البشرية، فقد لقي رجل مصرعه، مساء الخميس الماضي، بعدما التهمته ألسنة النيران التي لاتزال مندلعة بدواوير جماعات قروية تابعة لإقليم العرائش.

     ووفق مصادر من عين المكان، فقد التهمت النيران أول ضحية، وهو الهالك، بعدما ظل محاصرا بألسنتها وسطغابة دوار َ أملال بجماعة بوجديان، ليلقى مصرعه في الحين،

وأفادت المصادر من عين المكان أن الهالك ينحدر من دوار احميمون بالجماعة القروية بوجديان، وعندما دنت منهألسنة النيران، رفض إخلاء المكان والفرار من الخطر، رغم نداءات وتوسلات عناصر للوقاية المدنية، فطوقته النيرانمن كل جانب، وفق مصادر نقلا عن مسؤول في الوقاية المدنية بالقصر الكبير.

   وفي اتصال بالبرلمانية، زينب السيمو، التي انتقلت إلى عين المكان، أكدت خبر مصرع الهالك، وهو شخص حلبمكان مصرعه قادما من دوار آخر.