في الواجهة

اليونسكو تحتفي بموروث المغرب لما قبل التاريخ و"الكابرانت" يطلقون الذباب الإلكتروني

أحداث أنفو السبت 18 يونيو 2022
23AB8DB9-3BC0-4236-BA14-B69655EEC766
23AB8DB9-3BC0-4236-BA14-B69655EEC766

Ahdath.info

من المؤكد أن غربال نظام "الكابرانات" جاهز على مدار الساعة ليحاول إخفاء شمس المغرب في كل مناسبة كبيرةوصغيرة، وفي كل تفاصيل الاحتفاء العالمي بمملكة ضاربة في التاريخ وصنعت لنفسها موقعا مميزا في خريطةالحاضر والمستقبل معا.

المناسبة شرط كما يقال، لذلك وجب تبيان أسباب نزول غربال نظام قصر المرادية وتسخيره لذبابه الإلكتروني منأجل محاولة بئيسة للتشويش على حدث له ما له من دلالات ويكرم دولة لم تشتر تاريخها بل صنعته.

الحكاية وما فيها، أن ذباب "الكابرانات" تطاول على المغرب من خلال وزيره في الشباب والثقافة والتواصل المهديبنسعيد، كما تطاول على هيئة أممية في شخص المديرة العامة لليونيسكو أودري ازولاي.

والسبب هو احتفاء المنظمة الأممية بالمغرب وتاريخه وتراثه الثقافي وذلك في مراحل لم يكن العسكر في الجارةالشرقية قد فقهوا بعد معنى التاريخ ومعنى ولادة الأمة، الحدث الذي احتضنته باريس كرم تراث المغرب وثقافتهوتاريخه القديم واستند على معطيات علمية منها المغارة التي تم اكتشافها بالصويرة وأعادت تشكيل التاريخ القديمللمنطقة بل للعالم بأسره، ويكفينا أن نشير هنا إلى أن المغرب هو موطن اول إنسان عاقل، لذاك لا حاجة إلىالحديث عن جنون الحقد وفقدان التوازن التاريخي لدى البعض وخاصة في الجارة الشرقية المسماة قيد تأسيسهامن طرف فرنسا بـ "الجزائر".

اودري ازولاي بكل أريحية علمية ومسؤولية أممية، نشرت تغريدة على حسابها الخاص بتويتر، عبّرت فيها عنسعادتها بافتتاح المؤتمر الدولي للباحثين المهدى للمغرب وموروثه الثقافي لما قبل التاريخ، وأشارت بكل فخر إلىالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس لهذا الحدث، السيدة لأنها مسؤولة لم تفتها المناسبة لإبراز أحد أسبابهذا الاحتفاء وذكرت منها مغارة "بوزمان" التي قامت بزيارتها خلال مارس الاخير.

إلى هنا تبدو الامور منطقية، فالمديرة العامة لليونيسكو تنشر تغريدة في سياق حدث دولي يبرز الجذور ما قبلالتاريخية للموروث المغربي الحضاري، لكن طبعا لأن "الكابرانات" لا يمكنهم أن يناموا قريري العين والعالميشاهد المزيد من التألق المغربي، فقد كان أن تم تسخير ذبابهم في محاولة كما أسلفنا بئيسة للنيل من الحدث ومنالمديرة ومن الهيئة الاممية ومن وزيرنا في الثقافة.

بالنسبة لهؤلاء، فإن احتفاء اليونيسكو بالمورث الثقافي المغربي، هو سرقة لموروث الجزائر، كما لو كانت مغارة"بوزمان" توجد في تراب الدولة العسكرية بإمتياز.

الاكيد أن مثل هذه الهجمات التي تشبه إطلاق نار بـ "الفرشي" ونباح متواصل على قافلة تسير، لن تنال مبتغاهاوهو ما أكده مصدر مقرب من وزير الشباب والثقافة والتواصل، حين قال إن هذه الهجمات مجانية ولن تنقص منقيمة هذا الحدث الهام الذي تم في الاحتفاء بالمغرب وبتراثه الثقافي خلال مرحلة ما قبل التاريخ وذلك من خلالاكتشافات شهدتها المملكة، بل وأكد للجميع عبر بوابة اليونسكو أن التراث يهم البشرية جمعاء.

المصدر نفسه، اكد أن علاقة المغرب واليونسكو قائمة على التعاون والشراكة، انطلاقا من التزام المغرب بالعملمتعدد الأطراف، وأن محاولات النيل بما يقوم به المغرب على الصعيد الدولي لن تؤثر في شيء، ذلك أن المغرب قوةإقليمية كبرى، ودبلوماسيته فاعلة ومؤثرة وقوية في محيطها الإقليمي والدولي.

لذلك يمكن اعتبار هذه "الهجمات" المجانية والمسعورة، تدخل في إطار سياسة العداء التي تحولت إلى عقيدة لدىنظام "الكابرانات" وأصبحت خبزهم اليومي في السياسة كما في الاقتصاد وطبعا الثقافة والفن وحتى الطبخ.

مسك الختام بعيدا عن نتانة الذباب الإلكتروني الجزائري، أن حدث الاحتفاء بموروث المغرب لما قبل التاريخ كانناجحا ومر في اجواء علمية وقفت على تفاصيل الاكتشافات الهامة التي أغنت ونقحت الروايات التاريخية المتوفرةلدى المؤرخين ويكفينا فخرا أننا من حفدة الإنسان العاقل.