مجتمع

انتحار طفل في 13 من عمره بتطوان

مصطفى العباسي السبت 04 يونيو 2022
602DF8BD-F38A-481D-903D-6918C9C8C297
602DF8BD-F38A-481D-903D-6918C9C8C297

Ahdath.info

عاد مسلسل الانتحارات المأساوية مجددا، للواجهة بكل من تطوان وشفشاون، تعددت الاسباب وتكررت الحالاتلكن الموت كرها وحد هؤلاء، غالبيتهم يختارون اعدام انفسهم شنقا، وقلة قليلة، برمي نفسها من الاعلى، اي منمحل السكن في حال تواجده بطوابق عليا..

طفل في 13 من العمر، كله نشاط وسعادة، اختار ان ينهي حياته بنفس الطريقة، الموت شنقا، في غفلة من افراداسرته، يدعى ريان، من حي الطفالين بتطوان، شنق نفسه مساء يوم الاثنين، مخلفا صدمة في صفوف من يعرفهومن لا يعرفه.

انتحار ريان اليافع، بدون سابق انذار، افجع اسرته، جيرانه، معارفه، وكل من علم بانتحاره الطفولي ذاك. اذ اكدتمصادر مقربة من الاسرة، ان هناك سر ما دفع به للقيام بما قام به، لانه لم يكن يبدو عليه اي اضطراب نفسي، اومعالم قد تجعله يفكر في الانتحار.

السلطات المحلية، وكالعادة تكتفي بفتح تحقيق روتيني، وتودع الجثة بمستودع الاموات لاجراء تشريح طبي،وينتهي الامر سريعا باغلاق الملف، دون الغور في تفاصيل اكثر، قد تكشف سبب هاته الانتحارات الغامضة،لاشخاص في غالبيتهم، لا يعانون اي اضطرابات او سبب لشنق انفسهم، فجلهم يغادرون حاملين اسرارهم..

ريان ينضاف للائحة طويلة من الانتحارات التي عرفتها تطوان وشفشاون، فقط منذ بداية العام الجاري، اذ اصبحتكرار هاته المآسي امر يكاد يكون دائم، يتوزع بين اطفال لم يتجاوزوا العشر سنوات احيانا، واخرون في سنالمراهقة، اباء من اعمار مختلفة وامهات في ريعان الشباب. كل هؤلاء يغادرون بهاته الطريقة العنيفة، مخلفينورائهم حزنا، بل كوابيس قد تؤدي لتكرار المحاولة من داخل افراد اسرتهم.

حالات عدة، قد توصف بالانتحار الموروث، تلك التي تسجل بين الفينة والاخرى، فمخلفات الانتحار داخل الاسرة،يصيب الكثيرين باكتئاب حاد، فيكررون المحاولة، ولعل ذلك، ما حدث لطفل بتطوان دون سن التاسعة، والذي انتحربداية شهر ابريل المنصرم شنقا بدوره، اشهر قليلة بعد انتحار جده بذات المنزل، بحيث خلف ذلك كوابيس مؤلمة فيذاكرته، دفعته ليقلد جده والالتحاق به، من خلال شنق نفسه، في غفلة من والدته..

اطراف عدة، نادت ولازالت تنادي، بضرورة مناقشة تكرار الانتحارات بكل من تطوان وشفشاون، اكثر من 30 حالةفي اقل من خمسة اشهر، وفتح هذا الملف بكل جرأة لمعرفة السبب او الاسباب الحقيقية، التي جعلت الاقليمين،يسجلان ارقما قياسية خلال السنوات الاخيرة، في صفوف اشخاص من مختلف الاعمار والمستويات، وكلها تبقىانتحارات غامضة للاسف.