ثقافة وفن

" التلفزيون " وسرديتنا الكبرى..

أحداث أنفو الخميس 26 مايو 2022
A7746A31-AA1B-4A16-91F5-AF494CF51D4C
A7746A31-AA1B-4A16-91F5-AF494CF51D4C

Ahdath..info

نحت ليوتار مفهوم "السرديات الكبرى" ليظهر كيف يمكن خلق توليفة من التاريخ والمتخيل الجمعي، باستثماراللاشعور الجمعي والمشترك والرغبات الجماعية، من أجل أن تكون لأمة ما سرديتها الخاصة، التي تلعب دورا فيالوحدة الوطنية، وفي مواجهة القوى الخارجية، وفي بث الحماس من أجل التحرر أو التقدم.

 تلعب وسائل الإعلام الحديثة دورا فاصلا في جعل سردية وطنية ما تجد لها تعبيرات ليس داخل الوطن، بل حتىخارجه.

 لم يعد يكفي أن تكون لك سرديتك الخاصة، بل يتوجب أن تكون قادرا على استثمارها الاستثمار الأمثل.

 لن نتحدث عن السردية الجرمانية، أو الفرنسية، أو الأمريكية التي حولت حرب الاستقلال عن بريطانيا إلى حكايةملهمة لأمة أمريكية حديثة، ولا حتى عن السردية الأوراسية التي يحرك بها بوتين سياسيا وعسكريا، والاسكندردوغين معرفيا، وقناةإعلاميا، حربه الأوكرانية.rt  

   سنتحدث عن الأقريبن جغرافيا وثقافيا.

 استطاع الإعلام المصري الخاص منه والعام أن يسوق سابقا مصر قوة إقليمية واجهت الصهيونية زمن ناصر،كما سوقت صورتها رائدة في مواجهة الإرهاب والأصولية حاليا.

 ماكينة إعلامية فيها الأخبار وكتاب الرأي والدراما والسينما.

 وثمة قطر، التي لا تذكر في التاريخ إلا باعتبارها نقطة جغرافية في امبراطورية أو مملكة ما، واليوم نقلتها الجزيرةفي سنوات قليلة إلى دولة يعرفها العالم أجمع.

هذا البلد المسمى المغرب، يمتلك كل سمات السردية الكبرى، دون أن يكون مضطرا لاختلاق الوقائع.

 ثمة تاريخ امبراطوري كبير، ثمة تنوع ثقافي وديني ومعماري وكاسترونومي حتى، ثمة استمرارية تاريخية لنظامملكي صمد ونجح في تأمين انتقالات كبرى، في مفاصل تاريخية قسمت دولا وأعادت تشكيل الخرائطالجيوسياسية، وثمة قضايا عادلة ومشروعة، وثمة شعب رغم كل الاختراقات الخارجية والانزياحات التي قد تقع فيأي أمة ، يظل محافظا على تسامحه وتعدديته وانتمائه المغربي الخالص وصبره الذي وحده إعجاز قيمي.

 لكن، وللأسف ثمة تلفزة/ تلفزات متخلفة عن كل هذا الذكاء والثراء ..

تنجح الدبلوماسية بتوجيه من الملك في معارك الوحدة الترابية، ويغيب التلفزيون عن تثمين هذه النجاحات وتسويقها..

تنجح البلاد في الانتقال الهادئ والرصين والقوي من وضع التبعية إلى وضع الشراكة في خضم تحولاتجيواستراتيجية غير سهلة، ولا يستطيع التلفزيون مرافقة هذا النجاح.

نتحول إلى مرجع عالمي في النجاحات الأمنية، وفي محاصرة الإرهاب الدولي، ولكن لا نكاد نجد تعبيرا عنه فيالوثائقيات والدراما المغربيين.

 كثيرة هي عناصر السردية المغربية القوية والأنيقة معا، التي تعبر عن مظاهر النبوغ المغربي، لكن تلفزيونناودرامانا وسينيمانا غير متيقظة ولا منتبهة، مما يجعل الجزء الأكبر من هذا النبوغ لا يجذ قنوات بمثل نبوغه لإيصاله لعالم الميديا، التي لها دور في بناء القناعات والتمثلات..