السياسة

"اللسان المنفلت" لابن كيران يفشل التنسيق بين المعارضة

أحداث أنفو الاحد 22 مايو 2022
1D4364AF-5CB1-499A-AD5E-60DCC641D565
1D4364AF-5CB1-499A-AD5E-60DCC641D565

Ahdath.info

رغم أن تنسيق أطراف المعارضة مطلوب لتحقيق التوازن في المشهد السياسي، إلا أن مساعي رؤساء ثلاثة فرق برلمانية ومجموعة نيابية فشلت في تذويب الجليد بين قياداتهم الحزبية وطي صفحة الخلاف فيما بينهم.

 وحسب مصادر عليمة، فإن مبادرة المصالحة فيما بين زعماء الأحزاب الأربعة لم تؤت أكلها، ولن يكون هناك أي تنسيق مستقبلي بين تنظيماتهم، ولن يتم وضع أية آليات للعمل المشترك بين أحزابهم، وسيستمر التنسيق فقط على مستوى المؤسسة التشريعية.

وأضافت المصادر ذاتها أن عبد الإله بن كيران اتصل مرارا بالأمين لعام لحزب التقدم والاشتراكية ليشتكي من رئيس فريق الكتاب بمجلس النواب، وحاول أن يبرر له حيثيات هجومه وتصريحاته النارية المستدامة لأطراف في المعارضة.

تصريحات ابن كيران وهجومه على حلفائه اليوم في المعارضة الحالية، تسبب، حسب المصادر ذاتها في اتساع الهوة بينه وبين قيادات حزبية عديدة ومنها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي رفض من قبل إشراكه في الحكومة، ويربطه زعيم المصباح بكونه أحد أسباب  إعفائه من مهمة تشكيل الحكومة. ذلك ما دفع الوفد الرباعي لرؤساء فرق المعارضة يقتنعون أن تصريحات ابن كيران منذ عودته إلى قيادة المصباح تجعل من مهمتهم صعبة التحقيق.

في نفس السياق أكدت المصادر ذاتها، أن أعضاء المكتب السياسي لحزب الوردة، رفضوا في آخر اجتماع رفضا قاطعا أي تقارب مع ابن كيران،  بل تساءلوا حول جدواه،  مضيفا أنهم يفضلون الإبقاء على التنسيق الحالي داخل مجلس النواب دون غيره.

يأتي ذلك في وقت راهن فيه رؤساء كل من الفريق الاشتراكي والفريق الحركي وفريق التقدم والاشتراكية ورئيس المجموعة النيابية للعدالة والتنمية بمجلس النواب، خلال اللقاءات التي جمعتهم بالمسؤولين الأولين لأحزابهم، والتي تواصلت على مدى يوميْ الخميس والجمعة 12 و13 مايو 2022، على تحقيق المصالحة بين قيادات حزبهم. إلا أنه بعد الاجتماع بكل من إدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، ونبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وعبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لم يتمكنوا من تحقيق هدف المبادرة وهو "ترصيدُ العمل المشترك بين مكونات المعارضة على صعيد مجلس النواب والارتقاء بالتنسيق إلى مستوياتٍ أكبر وأوسع" كما ورد في بيان لهم.

ورغم أن بيان الوفد الرباعي وصف تلك اللقاءات بكونها "ناجحة"، وأنه "تَمَّ من خلالها تقاسُم التصورات، ومَـدُّ جسور التواصل، وتوحيد مقاربات العمل، مع القيادات السياسية المعنية"، فإنّه لم تتم برمجة أي لقاء مستقبلي بين قيادات الأحزاب الأربعة ولاحتى الإشارة إلى احتمال ذلك، واكتفى بالإشارة في بيانه إلى أن المسؤولين الأولين للأحزاب المذكورة، "أكدوا تثمينهم لما قامت به المعارضة بمجلس النواب، ودعمهم الكبير للتعاون الوثيق بين فرق ومجموعة المعارضة، ومساندتهم للمبادرات التي تروم الارتقاء به".

وبعد فشل التقريب بين قيادات أحزابهم، اكتفى بيان الأطراف الأربعة بالتعبير عن "اعتزازها بمبادرات التنسيق التي قامت بها إلى حدود الآن"، وأعربوا عن عزمهملرفع من وتيرة التنسيق المُحكَمِ والفَعَّال، والانتقال إلى مرحلة أقوى من العمل المشترك على صعيد مجلس النواب"، وأيضا التأكيد على "التزامها بالحرص الشديد على مواصلة ممارسة معارضةٍ وطنية ومواطِنة، قوية ومسؤولة وبَنَّاءة، على أساس المكانة والحقوق التي خَوَّلَهَا الدستور للمعارضة، وعلى أساس خدمة الصالح العام، عبر السعي نحو التأثير في السياسات العمومية، تقييماً واقتراحاً، وجعل هذه الأخيرة ذات وقعٍ إيجابي على المواطنات والمواطنين، لا سيما من حيث الإنصاف المجالي والعدالةالاجتماعية".

لكل ذلك تؤكد المصادر ذاتها أنه بسبب فشل الوساطة فلن يلتقي الخصوم السياسيون السابقون على المدى القريب وحتى المتوسط، وبالتالي لن يلتقي عبد الإله ابن كيران بخصمه إدريس لشكر ولا هذا الأخير بنبيل بنعبدالله، ولن تفتح أية صفحة سياسية جديدة في العلاقات بين احزابهم.