في الواجهة

بوعياش: اختلاف الناس في الثقافة والدين والسياسة لا يلغي وجود قواسم مشتركة بينهم

أحداث أنفو الأربعاء 11 مايو 2022
38FB1C88-0E5D-41FC-8AB1-F5DC863334B7
38FB1C88-0E5D-41FC-8AB1-F5DC863334B7

Ahdath.info

نبهت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، امينة بوعياش، إلى أن هناك صراعات مفتعلة ضمن إيديولوجيات سياسية متطرفة، تحكمهاتأكيدات تغفل جوهر حقوق الإنسان في الاديان، ويتم تصويرها أحيانا على أنها الصراعات بين الأديان وحقوق الإنسان.

بوعياش في كلمتها امام المؤتمر العالمي حول "معايير دولية لحظر استخدام الأديان لأغراض سياسية"، والذي انطلق صباح الأربعاء 11 مايو ويتواصل إلى غاية الغد الخميس 12 من الشهر نفسه، أكدت على ضرورة التصدي لكل أشكال التمييز والتطرف والعنف والإقصاء.

ووفق كلمة المسؤولة على المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن اتساع دوائر التعصب العابر للحدود والعنف الذي يتعاظم يوما بعد يوم معالتحولات الكبرى التي يعرفها العالم، يساهم فيه الاتساع الكبير لوسائط التواصل الاجتماعي ودورها في نشر قيم عدائية لحقوق الإنسان.

وفي هذا السياق، أبرزت بوعياش في كلمتها، أن "أغلب الحقوقيين يرون أنه لا صراعا جوهريا بين الأديان وحقوق الإنسان"، وتؤكد المسؤولةالحقوقية أن "الأمر مفتعل وضمن أيدلوجيات سياسية متطرفة، حكمتها ومازالت تحكمها، في الأغلب الأعم، تأويلات تغفل جوهر حمايةحقوق الإنسان للأديان وللحق في ممارسة شعائرها".

وفي خضم حديثها عن العلاقة بين الاديان وحقوق الإنسان، أفادت بوعياش بأنها خلال فترات "ميزها تعاون يعكس الإيمان المشترك بكونيةكرامة الإنسان وأسسها في الأديان والفلسفات والحضارات".

واستقت بوعياش في كلمتها مثال من المغرب حول علاقة الأديان بحقوق الإنسان، وهو دير تومليلين "كنموذج من شأنه إلهامنا جميعا،وباعتباره نموذجا غير مؤسساتي للحوار بين الثقافات والحضارات في فضاء حر".

مناسبة الحديث عن الدير المتواجد بمدينة أزرو بالاطلس، جاء في خضم إشارة بوعياش في كلمتها، إلى أن "مسلسل تأصيل حقوقالإنسان وتأسيسها الفكري أغنته مساهمات فلاسفة ومفكرين من توجهات ومناطق وثقافات ومعارف متعددة، كل من موقعه وخلفياته، لوضعالإطار والمنهج الذي يكرس حماية الاختلاف والتنوع وحرية التفكير، والحق في ممارسة شعائر الدين وحرية العقيدة، على أساس المســاواةبين الجميع".

وبالنسبة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن "اختلاف الناس في أنماط الثقافة والسلوك والدين والسياسة لا يلغي مع ذلك وجودقواسم مشتركة بينهم، وهي تلك التي تتعلق بماهية الإنسان، أي ما يجعل منه إنسانا، بصرف النظر عما يميزه عّن الآخرين".

وهنا أبرزت بوعياش، أن كونية حقوق الإنسان "إنما تتعلق بهذا المشترك الذي تتخذ منه الاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان موضوعا لها،وتدخل في إطار المشترك الإنساني أو ما يسميه المفكر عبد الله العروي (المتاح للبشرية جمعاء)."

وكمسؤولة حقوقية عارفة بمجال تخصصها، لم يفت أمينة بوعياش أن تطالب في كلمتها بمحاربة كل "نزوعات الانطواء على الذات، وبناءوتجديد المقاربة لتكون مبتكرة، تواكب حركية التفكير وتنفتح على الإشكاليات الحقيقية للمجتمع".

لأنه، تضيف بوعياش، "الدين وحقوق الإنسان يتشاركان الأساس نفسه، ألا وهو فك العلاقة ما بين الخصوصي والكوني، ما بين الفردومحيطه بكل جوانبه".

وبالنسبة لرئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، فإن "الجهات الفاعلة الدينية تشكل طرفا مهما في جهود تعزيز حقوق الإنسان والنهوضبها".

كما أن "المقاربات والسياسات التي تهدف إلى مناهضة العنف الذي يرتكب باسم الدين يجب أن تقوم على فهم شامل لجميع العواملالكامنة وراءه، ويجب أن تنفذ وفق مقاربة تشاركية فاعلة ووفق منهج بيداغوجي يعتمد الحوار بأساس".

والجدير بالذكر، أنه انطلقت صباح اليوم الأربعاء 11 مابو بالرباط أشغال المؤتمر العالمي حول "معايير دولية لحظر استخدام الأديانلأغراض سياسية"، والذي تشارك فيه منظمات وشخصيات حقوقية وسياسية ودينية من المغرب وخارجه.

وكان بلاغ للجهة المنظمة، قد أبرز أن المبادرة تهدف إلى تشريع معاهدة دولية لحظر الاستخدام السياسي للأديان من أجل أن يتحدث العالمبصوت واحد ضد جميع انتهاكات الاستغلال السياسي للأديان.