السياسة

تفاصيل استشهاد الطيار المغربي «ليوتنان» بحثي في اليمن

طه بلحاج الاثنين 11 مايو 2015
تفاصيل استشهاد الطيار المغربي «ليوتنان» بحثي في اليمن
MR1 First flight 10_11_2010David Drais Photographer

AHDATH.INFO- محمد أبويهدة

تباعا توالت الأخبار المؤسفة منذ منتصف ليلة الأحد الاثنين. وكانت البداية ببلاغ للمفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، ثم القنوات التلفزية والمواقع الاخبارية اليمنية. لتبلغ في النهاية باستشهاد الطيار المغربي إثر سقوط طائرته في منطقة صعدة باليمن مساء يوم الأحد. منتدى للقوات المسلحة الملكية قال على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن الطيار الشهيد هو ليوتنان بحثي الذي كان يعمل بالقاعدة الجوية لابن جرير. غير أن أي بلاغ رسمي لم يعلن عن اسم الطيار إلى غاية ظهر اليوم الاثنين. وأشار المنتدى إلى أن الطيار كان يقود مقاتلة إف 16 رقم 08‪-‬8008.

وهذه ثالث مقاتلة ضمن طائرات التحالف العربي التي يتم إسقاطها في اليمن. كانت الأولى إماراتية والثانية سعودية، قبل أن تسقط مساء  أمس الأحد واحدة من سرب المقاتلات المغربية التي فقدت في سماء اليمن، والتي كانت القوات المسلحة الملكية، قد تسلمتها من الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2011، في إطار صفقة عسكرية تضمنت 24مقاتلة بقيمة تناهز ملياري و400 مليون دولار.

لم تمض سوى ثلاث ساعات ونصف من تسجيل مركز قيادة «عاصفة الحزم» بالرياض سقوط المقاتلة المغربية، حتى جاء بلاغ المفتشية العامة للقوات المسلحة الملكية، ليعلن عن فقدان طائرة مقاتلة من طراز «إف 16». وقال البلاغ إن الطائرة «تابعة لسرب القوات المسلحة الملكية، كانت رهن إشارة التحالف الذي تقوده العربية السعودية في اليمن».

وحدد بلاغ الجيش المغربي، ساعة فقدان المقاتلة في السادسة من مساء يوم الأحد حسب توقيت اليمن ما يعني التاسعة ليلا بتوقيت المغرب، وأضاف بأن ربان الطائرة الثانية المرافقة للمقاتلة المغربية، لم يتمكن من معاينة ما إذا كان ربان الطائرة المصابة قد تمكن من القفز.

وكانت مهمة الطائرتين هي استطلاع المواقع التي ستقوم باقي المقاتلات بقصفها والتأكد من وجود بطاريات مضادة للطائرات في مواقع الحوثيين المحاذية للديار السعودية وتحييدها، وهو ما يفرض عليها القيام بطيران منخفض، الشيء الذي أدى إلى إصابة المقاتلة المغربية من قبل صاروخ مضاد للطائرات قد يكون محمولا (MANPADS) باعتبار أنها لم تكتشف أي بطاريات أو منصات لإطلاق الصواريخ خلال تحليقها.

وفي الوقت الذي اكتفى البلاغ بإعلان أن الطائرة مفقودة، دون تفاصيل عاد ليصفها بأنها «مصابة» ما يعني أن المضادات الأرضية للحوثيين استهدفتها وأسقطتها.

البلاغ لم يكشف عن مصير الطيار، لكنه ذكر بأن الأبحاث والتحقيقات لازالت متواصلة بشكل حثيث ووعد بالكشف عن نتائجها لاحقا. غير أن موقع «اليمن الآن» بث صورا لجثة وسط ركام المقاتلة، قال إنها للطيار منتصف نهار اليوم الاثنين، ما يعني أنه لم يتمكن من تحرير نفسه أثناء سقوط الطائرة واستعمال مظلة النجاة.

غير أن الأخبار مافتئت تتواتر منذ صباح اليوم، وذلك عندما قالت القناة التلفزية فرانس 24 إن الحوثيين أسقطوا المقاتلة المغربية، في وادي نشور بمحافظة صعدة، هذه المحافظة قد خضعت في اليومين الأخيرين لقصف كثيف بعد أن استهدف الحوثيون مناطق حدودية مع السعودية وقتلوا مدنيين.

وتعتبر محافظة صعدة، معقلا لجماعة الحوثي المتحالفة مع إيران، وتوجد على الحدود مع السعودية، وقد تحولت نهاية الأسبوع إلى هدف عسكري بسبب صواريخ كاتيوشا وقذائف المورتر، التي تنطلق من هذه المحافظة لتقصف منطقتي جازان ونجران السعوديتين، ما يوضح أن الحوثيين مازال بحوزتهم ترسانة، مهمة من الأسلحة والصواريخ.

ولعل أكبر دليل على ذلك، هو خروج أحد قيادات جماعة أنصار الله الحوثية، ليعلن صباح اليوم أن التنظيم تمكن من إسقاط المقاتلة المغربية، التي قال بأنها كانت تنفذ غارة على اليمن وأسقطتها المضادات الأرضية، مؤكدا بالقول «حطام الطائرة في حوزتنا، ولا معلومات حول مصير الطيار». وذلك ما أكدته أيضا قناة المسيرة التابعة للحوثيين، التي قالت بأن «مضادات القبائل أسقطت الطائرة في منطقة وادي النشور معقل الحوثيين شمال اليمن، وبثت صورا لمسلحين بالقرب من حطام الطائرة.

وبالرغم من الحصار البحري الذي تفرضه بواخر عسكرية على موانئ اليمن، والاحتياطات المتخذة حتى لإبعاد البواخر الإيرانية عن المنطقة، مخافة نقلها المزيد من السلاح للحوثيين، ورغم إعلان التحالف العربي عن نجاح «عاصفة الحزم»، التي استهدفت ثكنات ومخازن الأسلحة الخاصة بالحوثيين وحلفائهم من ميليشيات الرئيس اليمني السابق عبد الله صالح، فإن الحوثيين مازالت بحوزتهم صواريخ ومضادات أرضية، تستهدف مقاتلات التحالف العربي.

قناة المسيرة عادت في أخبار الزوال لتبث روبورطاجا بالمنطقة التي تحطمت فيها المقاتلة المغربية.

وعرضت القناة حطام المقاتلة وهويتها ونوعها وبعض أجزائها، التي تحمل العلم المغربي.

غير أن القناة، لم تؤكد ما إذا تمت فعلا إصابة المقاتلة بالمضادات الأرضية أم أن عطبا كان سببا في سقوطها، خاصة أن المنطقة التي عثر فيها على حطام الطائرة هي منطقة جرداء، وعبارة عن خلاء وسط مرتفعات جبلية لا توجد به أية منصة لإطلاق الصواريخ، وهي منطقة تعيش فيها قبيلة حمدان، التي حج عدد من أفرادها إلى موقع سقوط المقاتلة المغربية.

وعثر مراسل القناة على تصريح بانطلاق المقاتلة مسلم من قاعدة الملك فهد الجوية بالقطاع الغربي، موقع من طرف العقيد الثقفي.

من جهته بث موقع «اليمن الآن» صورا لجثة الطيار الشهيد ليوتنان بحثي وسط ركام المقاتلة، ما يعني أنه لم يتمكن من تحرير نفسه أثناء سقوط الطائرة واستعمال مظلة النجاة.

يذكر أن المقاتلات المغربية كانت تقوم بمهامها بنجاح، خاصة فيما يتعلق بدورها الرئيسي في تهييء المجال لباقي المقاتلات المكلفة بقصف المواقع الحوثية، خاصة أن طياريها ينتمون لوحدة تقنية تدعى «سبارك» متخصصة في تحييد الدفاعات الأرضية المعادية والتشويش الإلكتروني على الأجهزة والرادارات الأرضية ورصدها، وتدميرها قبل دخول باقي الطائرات لقصف الأهداف العسكرية.

كما تجدر الإشارة إلى أن المشاركة المغربية في عاصفة الحزم، تعتبر المهمة الثانية لمقاتلات إف 16 المغربية بعد اقتنائها، وكانت المهمة الأولى تنحصر في قصف مواقع تنظيم الدولة الإسلامي (داعش)، قبل أن تحول مهامها إلى اليمن عند انطلاق الهجوم على مواقع الحوثيين.