ثقافة وفن

ملحوظة لاعلاقة لها بماسبق : ماجاء في "باب المغاربة"!

المختار لغزيوي - الأحداث المغربية الأربعاء 30 مارس 2022
0AD5B51E-60B4-4887-8DA7-7445667BB6DC
0AD5B51E-60B4-4887-8DA7-7445667BB6DC

AHDATH.INFO

سألني صديقي "بالله عليك، أو تؤمن حقا بالسلام بيننا وبين الإسرائيليين؟ أم أنك "طالقها تسرح وصافي" كعادتك؟"

ابتسمت، وكنا نناقش قمة النقب التاريخية التي جمعت المغرب بامريكا بإسرائيل بالبحرين بمصر بالإمارات، عبر وزراء خارجية هاته الدول المهمة إقليميًا، الفاعلة عربيا ودوليا.

اغتاظ صديقي من الابتسامة، وقال "لاأمزح، أنا جاد هاته المرة".

شرحت لصديقي "الجاد" أن الابتسامة قد ترافق أكثر المواضيع جدية، وأنه ليس من الضروري أن نضيف لكآبة الموضوع كآبة وجوهنا لأننا لن نتقدم كثيرا في النقاش، ولأن الشاعر علمنا إياها منذ القديم وهو ينصحنا بالابتسام إذ يكفي التجهم في السما.

ذكرت صديقي، وهو يعرف ذلك، أنني اخترت منذ عشرين سنة ويزيد لبحث تخرجي من الجامعة موضوع علاقة ثقافتنا العربية بثقافتنا الأخرى العبرية عبر كبير القوم موسى بن ميمون المعروف بمايمونيد، وأن الاختيار حينها، في حداثة السن تلك، كان أساسًا بسبب رفض الأحكام المسبقة، ورفض توريث صراع لاعلاقة لي به دون أن أطلع على بعض منه ومن تفاصيله.

كنا نقول حينها لمن كانوا يسبوننا ويقولون لنا بأننا "متصهينون" (فقط لأننا اخترنا البحث في المسلك العبري) : واصلوا أنتم نضالكم والجهاد من أجل فلسطين بالشعارات والصراخ، فأنتم علماء راسخون، ودعونا نحن طلبة العلم البسطاء الذين نريد أن نفتح في رؤوسنا الكوة تلك الأخرى لكي يدخلها بعض من ضياء نتعلم. ولنضرب لأنفسنا موعدا بعد سنين عديدة ولنتحدث مجددا عن الموضوع.

صديقي واحد من الذين مرت عليهم كل هاته السنوات ولازال متوقفا عند مرحلة الشعار. كلما خاطبناه في موضوع التعايش هذا والقبول بالاختلاف، لوح بشارة النصر واعتمر كوفية لايعرف كيفية ارتدائها لأنها لباس فلسطيني لاعلاقة له بالأزياء المغربية، وسبنا بالتصهين ومضى.

نبتسم في وجه صديقنا منذ كنا شبانا يافعين. اليوم نبتسم في وجهه أكثر وقد صرنا كهولا وقد تغيرت كثير الأشياء في عمق هاته القضية، وتبدلت كثير المفاهيم وراجع العديدون عديد الأمور.

غالبا - إذا ما أطال الله العمر - سنبتسم في وجه صديقنا ونحن شيوخ هرمون.

لاأعرف حينها هل سيكون السلام قد حل برحمته على المكان أم أن القتل سيكون محتفظا بقدرته على إسعاد المتعطشين للدماء من الجانبين.

لا أعرف حقيقة لأن الله وحده يعلم الغيب وماسيأتي.

ما أعرفه بالمقابل بشكل أكيد هو أن هذا الصراع سينتهي حقا يوم نشرع في التعرف على بعضنا، والحديث مع بعضنا والنقاش مع بعضنا نحن وإسرائيل حول شكل المستقبل الذي لن يكون إلا بنا جميعا، أو لن يكون.

سألت صديقي مبتسما "واش هذا هو التطبيع؟". أدار وجهه مواصلا الغضب الدائم وانصرف دون إتمام الحديث