مجتمع

النقابة الوطنية للصحافة والعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان يرصدان العنف الرقمي ضد المرأة والطفل

سكينة بنزين الخميس 24 مارس 2022
العصبة المغربية والنقابة الوطنية
العصبة المغربية والنقابة الوطنية

AHDATH.INFO

بيئة حاضنة لكل صور العنف والتمييز والتنمر والتجاوزات، هكذا تحول العالم الرقمي لأداة قاسية تترصد النساء وتمرر رسائل سلبية للأطفال الذين عمقت الجائحة ارتباطهم بحواسيبهم أو هواتفهم خلال اعتماد الدارسة عن بعد، ما جعل صور العنف تتعدد وتخرخ أحيانا عن حدود الضبط في ظل غياب رادع وثقافة قانونية تعرف الضحايا بحقوقهم وتيسر لهم سبل الإنصاف.

وفي محاولة لتسليط الضوء أكثر على الظواهر التي فرضها العالم الرقمي،وتحولت اليوم لواقع لا يمكن القفز على تداعياته الخطيرة التي تتجاوز شاشات الهاتف والحاسوب نحو الواقع، اختارت العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، مواكبة الأمر عبر دورات تكوينية لرصد ظاهرة العنف داخل المواد الإعلامية، وقد كان هذا الاختيار كرد فعل تجاه حادثة الطفل ريان وما كشفته من تجاوزات خلال التغطيات الإعلامية التي لم تراعي عددا من الضوابط والأخلاقيات خلال التعاطي مع الحادثة، وإن كان المتدخلون قد أشادوا بالعمل المهني لعدد من المنابر التي ساهمت في تحويل مأساة الطفل إلى قضية دولية شدت انتباه العالم لأيام.

الجلسة الافتتاحية لهذه الدورة التكوينية التي غاب عنها ممثل وزارة العدل، باعتبارها أكثر الوزارات ارتباطا بظاهرة العنف والمعنية بالأساس بتوضيح العديد من الملابسات حول تعقيد المساطر وتأخر التعاطي مع قضايا تعنيف النساء، سلطت الضوء على أهمية الإعلام في محاربة ظاهرة التطبيع مع العنف الممارس على النساء والأطفال، حيث أكد رئيس العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، عادل تشيكيطو، على مجالات التقاطع بين النقابة والعصبة في محور الدفاع عن الحريات، وهو ما جعل العصبة تعمد إلى الانفتاح على الصحافيين لإشهار ورقة حمراء في وجه العنف الممارس ضد النساء والأطفال، لكون المادة الاعلامية اليوم الواجهة لتمرير خطابات تطبع مع العنف بسبب جهل بعض المنتسبين للمجال الصحافي خاصة الالكتروني إلى أخلاقيات المهنة، أو خضوعهم للرائج على مواقع التواصل من إثارة وموضة "البوز".

وأشار تشيكيطو إلى وجود عدد من المواد الإعلامية التي تنتهك خصوصية المرأة والطفل عن قصد أو غير قصد،ما يستدعي اليوم تجاوز التنظيمات لآليات الاشتغال الكلاسيكية التي يختزلها البعض في الاحتجاج والخطاب الصدامي، داعيا إلى اعتماد مقاربة تروم التدرج من خلال التماهي أولا مع الفئة المستهدفة والتقرب منها وتقديم نماذج إيجابية حول التعاطي المهني الإعلامي مع قضايا النساء والاطفال.

رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، عبد الكبير اخشيشن، أكد على أهمية حرص الصحفي على التكوين الدوري وتجديد المعارف لمواجهة ظاهرة العنف الافتراضي التي تزداد تعقيدا وتفرعا مع الوقت، مشيرا أن واقعة الطفل ريان عرت الواقع ووضعت صورة البلد على المحك، مؤكدا أن التعاطي مع الظاهرة يبقى أولوية ملحة غير قابلة للتأجيل لكلفتها الخطيرة على المجتمع، مشيرا أن الحكومة أيضا مدعوة اليوم لتحمل مسؤوليتها تجاه الوضع.

وأشار رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة المغربية، أن المتلقي العادي يقع اليوم في خلط يدفعه إلى اتهام الصحافي بالرداءة، مع أن العديد من التجاوزات الممارسة اليوم هي من طرف أشخاص "وافدين" على الصحافة أو مستفيدين من فوضى المشهد، أو بعض الراغبين في تحقيق شعبية عبر ركوب موجة البوز والرائج على مواقع التواصل، وذكر بمبادرة الصحافيين منذ 15 عام إلى اتخاذ مسؤولية "تنظيف" المشهد الإعلامي من خلال مبادرة الصحافة الأخلاقية.