ثقافة وفن

بعد افتتاح متحف دار الجامعي : علي زيان يستنكر التضحية بالمقتنيات المتحفية التاريخية

محمد بنعمر الخميس 24 مارس 2022
Capture d’écran 2022-03-24 à 08.23.44
Capture d’écran 2022-03-24 à 08.23.44

ahdath.info

مباشرة بعد افتتاح متحف دار الجامعي بمكناس والذي أطلق عليه اسم " المتحف الوطني للموسيقى" والذي أشرف على افتتاحه بعد سنتين من الأشغال ، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، وهو المتحف الذي يندرج في إطار الاستراتيجية التي وضعتها المؤسسة الوطنية للمتاحف لترميم البنيات المتحفية وتوسيع نطاقها لتشمل مختلف الجهات.ط، ويضم مختلف آلات الموسيقى المغربية بمختلف الأنواع من موسيقى صوفية (عيساوة، كناوة، حمادشة) وكذلك الموسيقى الأندلسية والملحون، والموسيقى الغرناطية، أطلق الخبير المكناسي في التراث علي زيان صرخة استنكارية مدوية على حسابه الفيسبوكي مرفوقة بصور مقارنة معززة..

وقال الخبير المكناسي في تدوينته:

"لايمكن محو التاريخ والتراث بمكناس.. "عارف هذ المنشور غادي يدير المشاكل لي ، لكن بكل صدق لا أخشى لومة لائم في قول الحق".

الصورة لنفس المكان واحدة قديمة والاخرى جديدة .. لا يعقل ان يتم التضحية بالمقتنيات المتحفية التاريخية لمدينة مكناس وتعويضها بآلات موسيقية مع احترامي لكل الساهرين على تنزيل هذا المشروع .

المشكلة لها علاقة بالارتباط الروحي والأنثروبولوجي والإثنولوجي لمقتنيات مدينة مكناس المتحفية بأهل مكناس .علاقة بالذاكرة الجماعية لمدينة التراث العلوي الشريف، علاقة بطفولتي وطفولة اي مكناسي وبتاريخ تليد واسلوب وفن العيش بهذه الحاضرة العظيمة والغريب المصنفة تراثا عالميا للانسانية لدى اليونسكو .

هل يمكن تعويض كل تلك التحف النفيسة التي كانت بهذا الفضاء الذي يذكرنا بالمعمار الاندلسي ونخوة الحياة المكناسية لدى العائلات العريقة والصنائع التقليدية المحلية وأسلوب وفن العيش بمكناس منذ النشأة ؟

لا وألف لا ،أين هي الزرابي المكناسية التي كانت تزين المكان ومعها قطع الخشب المنقوش والمنمق المصبوغ تراث مدينة مكناس اللامادي ؟

أين هي الحلي ومصنوعات اليهودي أطياس ومعها الملابس التقليدية الخاصة بالمدينة القفطان النسوي والرجالي والسروال والفرجية والبلغة والشربيل المكناسي ؟ أين هي لوحات رائد فن المنمنمات مولاي عبدالكريم الوزاني رحمه الله التي كانت معلقة ؟ أين هو المنبر خطبة الجمعة لمسجد جامع الزيتونة الذي كان من المعروضات ؟ أين هي قطع الدمشقي المتحفية المرصعة بالفضة تراث مدينة مكناس وتحف عائلة طوليدانو اليهودية ومعها تحف المعلم مولاي ادريس المدغري العلوي المكناسي الذي نقل الحرفة من اليهود ؟ أين هو مجسم الكير وآدوات الحداد المكناسي ؟

أين هي صحون وآواني الخزف المكناسي الرفيع التي تخطف الأبصار ؟ أين هي مجسمات العروس المكناسية ؟ أين هو الحمام المكناسي بقطعه المتحفية القراقب وبايدو والقب الخشبي والطاسة النحاسية والسطل الفضي ؟ أين هي مقتنيات القبة الكبرى الفوقية التي تحفل جنباتها بقطع الطرز المكناسي ذو السبع الالوان ؟ أين هي البوفات الجلدية صناعة مكناس ؟ أين هي تلك النحاسيات والشمعدانات والعمارة الكبرى والصغرى للشاي وأين هي المراش والمبخرة والثريا النفيسة من الزجاج المنفوخ والأثاث النفيس الخشبي لبيستري التي تركته الدولة الحامية بعدما كانت هذه الدار دار الفنون والصنائع التقليدية ؟

أين هو السبسي الفضي المنقوش والكوزة الفضية والذهبية صناعة اليهود المكناسيين ؟ أين هي كل تلك الآواني الفضية والنحاسية والصناديق المزركشة والمزهريات العملاقة والسروج والركابات ؟ أين هي المرمى والنزق والمنوال والناعورة أدوات تدرازت التي كانت بالرفيدة بالأدراج ؟ ربما احتفظ بالالات الموسيقية المكناسية القديمة السابق عرضها في النسخة القديمة من المتحف كالرباب والسوسان والسويسن والغيطة ، لماذا تم ترحيل تاريخنا ومقتنياتنا وذاكرتنا الجماعية ؟

لماذا ولماذا ولماذا ؟

نحترم مشاريع الدولة على راسنا وعينينا الله يعز المخزن والسلطة ولكن ليس على تراثنا وهويتنا وذاكرتنا الجماعية المكناسية ، شيء جميل ما تم تنزيله متحفا وطنيا للموسيقى شيء عظيم لكن كان من الأفضل إيجاد صيغة مقبولة تحترم التاريخ والتراث والهوية المحلية والارتباط الروحي للمكناسيين بمقتنيات هذه الدار .

أعتقد أن الحل هو بناء متحف مدينة مكناس وارجاع كل هذه المقتنيات واظافة اخرى توجد في بعض الاماكن داخل النسيج العتيق بالمدينة ، مدينة مكناس ليست أي مدينة ، فهي من العواصم الاربع التاريخية في تاريخ المغرب ،مدينة مصنفة تراثا عالميا للانسانية لدى اليونسكو ، مدينة بخصوصيات تراثية فريدة ومرجعيات ثقافية إثنية مختلفة ، مكناس ولا غالب إلا الله .

لله الأمر من قبل ومن بعد.