السياسة

أكاديمية ابن رشد تناقش التنمية الاقتصادية والانتقال الديمقراطي خلال عشرية ما بعد الربيع العربي والجائحة

سكينة بنزين الأربعاء 16 مارس 2022
fg
fg

AHDATH.INFO

أصدرت أكاديمية ابن رشد، تقريرا جديدا يعالج  إشكاليتي التنمية الاقتصادية والانتقال الديمقراطي بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وذلك عبر دراسة وتحليل ضعف وفشل المنظومة المؤسساتية العربية في مرحلة ما بعد 2011، ويكتسي هذا التقرير صبغة الراهنية عبر دراسة البنية المؤسساتية الاقتصادية والسياسية لأربع دول بمنطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط (المغرب، وتونس، ومصر والسعودية)، خلال العشرية السابقة الممتدة من 2010 إلى 2020، وهي الفترة التي تغطي مرحلة ما بعد "الربيع العربي" إلى مرحلة "الفيروس التاجي".

وسعى فريق البحث التابع للمركز العربي للأبحاث خلال إعداد هذا التقرير الذي تم تقديمه بمدينة أسطنبول بداية الشهر الحالي، إلى إنشاء مؤشر جديد يسمى مؤشر جودة المؤسسات (Institutional Quality Index)ويرمز له ب IQI، والذي ينقسم إلى مؤشر جودة المؤسسات الاقتصاديةEIQI (Economic Institutions Quality Index)  ومؤشر جودة المؤسسات السياسيةPIQI (Political Institutions Quality Index)، الذي تم على أساسه تشخيص البنية المؤسساتية وشرح تغيراتها وتقلباتها للخروج بعدد من التوصيات الموجهة لصانعي القرار بالدول المعنية بالدراسة.

ومن بين التوصيات التي تقدم بها فريق البحث، ضرورة التركيز على التقارير العربية التي تصاغ محليا،كبديل عن التقارير الدولية التي لا يمكنها سبر أغوار المنطقة العربية، إلى جانب اعتمادها حلولا نمطية بناء على زاوية رؤيتها الحصرية.

وأكد التقرير على ضرورة إدماج الفاعل المدني خلال تشخيص الأعطاب داخل العالم العربي، مع إشراكه في صياغة الحلول لكونه الأكثر تواجدا على الميدان، مع ضرورة مساءلة الأطار المؤسساتي وتشريح بنية الدولة، وتحديد طبيعة القطاع الخاص عوض تقديم وصفات اقتصادية تكرس حالة الوهن المزمن للهياكل الاقتصادية في العالم العربي.

وأوصى التقرير بوجوب التفكير في ماهية الإصلاحات المؤسساتية الهيكلية العميقة والمستدامة، بدل الإصلاحات الظرفية والمرحلية التي تروم احتواء الوضع، كما دعا إلى اعتماد مقاربات شاملة ومتعددة المناحي عند الانخراط في أي مشروع مجتمعي، بدل الاقتصار على الحلول الاقتصادية أو السياسية الصرفة التي تبقى غير كافية على الرغم من أهميتها، في تحقيق الانعتاق المنشود.

تجدر الإشارة إلى أن أكاديمية ابن رشد هي برنامج علمي ينضوي تحت لواء أنشطة المركز العربي للأبحاث أعطيت انطلاقته في سنة 2014. وتسعى الأكاديمية إلى تعزيز ثقافة سياسية دامجة في العالم العربي من خلال إشراك العديد من الأطراف المؤثرة وذوي المصلحة من ممثلي المجتمع المدني والباحثات والباحثين الشباب

. وتشجع الأكاديمية المساهمات الفكرية الساعية إلى إغناء النقاش حول السياسات التي تؤثر على عمليتي الانتقال الديمقراطي والتنمية الاقتصادية في العالم العربي. وتعنى أكاديمية ابن رشد بصياغة أوراق السياسات حول مواضيع سياسية واقتصادية واجتماعية في العالم العربي، بحيث توفر تأطيرا ومواكبة أكاديمية للمشاركين والمشاركات من طرف مجموعة من الأساتذة الباحثين منذ مرحلة كتابة الورقة إلى مرحلة النشر. وتصدر الأكاديمية، من جهة أخرى، تقريرا أكاديميا يسمى "تقرير أكاديمية ابن رشد" يتناول الإشكاليات البنيوية المؤسساتية في العالم العربي.