AHDATH.INFO
أولويات جديدة فرضتها الجائحة، أو جعلت البعض يوقن أنها من الأوليات التي يصرف النظر عنها كلما كانت هناك فرصة تملص، ولعل أهمها ضرورة الاهتمام بالبحث العلمي الذي كان له القول الفصل للخروج من هذا الامتحان بأقل تكلفة، إلا أن لهذه النقطة حديث ذو شجون تطرق له البروفيسور عز الدين الإبراهيمي، عضو اللجنة الوطنية العلمية والتقنية لكوفيد-19، ومدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة للرباط، حين أشار أن الطالب الباحث في يحصل على منحة 20 درهما في اليوم!!!
مبلغ أقل من زهيد، بل يكاد يكون خارج حدود التصديق حين يتعلق بفئة يراهن عليها للنهوض بأحد أهم القطاعات، أو غير صالح حتى لتغطية مصاريف "جوج قهيوات" حسب عبارة الإبراهيمي الذي اختار في تدوينته الأسبوعية التي خطها ظهر اليوم الأحد 27 فبراير على صفحته بمواقع التواصل، ليسلط الضوء على معاناة الطلبة الباحثين في سلك الدكتوراة، موضحا أن هذا المبلغ لا يستفيد منه ربع الباحثين الذين لا يتلقون أي منحة، بينما الغالبية العظمى تتوصل بمنحة تقدر بألف درهم شهرية لمدة ثلاث سنوات، رغم أن معدل السنوات في سلك الدكتوراة هو خمس سنوات.
وبعملية حسابية بسيطة يقول الابراهيمي أن تقسيم المنحة على خمس سنوات، يشير أن الطلبة لا يحصلون على أكثر من 20 درهم يوميا و لخمس سنوات، متسائلا " بالله عليكم كيف لشخص في نهاية عشرينيته أن يعيش بهذا المبلغ بمدن كالرباط و الدار البيضاء"، وأبدى البروفيسور حسرته على من يجلدون البحث العلمي المغربي وطلبته المشتغلين داخل المختبرات والمشرفين على الأوراق العلمية والأبحاث.
واستغرب الإبراهيمي كيف لهذه المنحة الهزيلة أن تشجع الباحثين على الجودة والابتكار، في ظل غياب أي ميزانية مخصصة لتأطير الطلبة الباحثين، في ظل عدم توفر المختبرات على الموارد، ما يجعل الطلبة يصرفون على الأبحاث من جيوب عائلاتهم، حيث تتطلب تكلفة نشر أبحاثهم فقط في مجلات دولية محكمة 12 ألف درهم!!!