AHDATH.INFO
أكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، آمنة بوعياش، أن المسؤولية المجتمعية للجامعات لا تتحدد في التعليم والبحث العلمي فقط، بل تضاف لها خدمة المجتمع من خلال المساهمة في بناء مجتمع المعرفة عن طريق تكوين الكفاءات الديمقراطية وبناء ثقافة المواطنة ومواكبة التحولات التي تعرفها القيم.
واعتبرت بوعياش خلال افتتاح المناظرة الوطنية حول "المسؤولية المجتمعية للجامعة" أمس الاثنين 14 فبراير بطنجة أن الرهان اليوم على تحالف استراتيجي بين الجامعات المغربية والمشتغلين في مجال الحقوق والحريات، لضمان أجواء تتبني قيم المواطنة واحترام الاختلاف والتنوع الثقافي ومناهضة التمييز.
موضوع التحرش كان حاضرا في كلمة رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تزامنا والنقاش العام الذي تعرفه الساحة منذ أسابيع بسبب الكشف عن حالات الابتزاز الجنسي المسكوت عنه خلف أسوار الحرم الجامعي، أو ما بات يعرف إعلاميا بملف "الجنس مقابل النقاط"، والذي كشف ارتباكا في التعاطي الداخلي للجامعات مع الوضع، حيث أيد طرف إجراء التبليغ استنادا على خط هاتفي، بينما انتقد طرف الخطوة واعتبرها مسا بسمعة الجامعة وأطرها، وقالت بوعياش أن تقوية التدبير الذاتي قد يمكن من التصدي لهذه الجرائم حتى لا تتحول الجامعة، من فضاء العلم والمعرفة إلى فضاء العنف القائم على النوع الاجتماعي والاتجار بالبشر.
ونوهت بوعياش بشجاعة الضحايا اللواتي قررن مواجهة المجتمع والجاني رغم الكلفة النفسية الثقيلة لكسر حاجز الصمت، وفضح العديد من الممارسات والانتهاكات التي يتم التستر عليها ما يساهم في انتشار الظاهرة التي يتحدث عنها الجميع همسا دون القدرة على فضحها، ما يمكن عددا من المبتزين والمرضى النفسيين من أطر التعليم إلى تصريف كبتهم داخل المدرجات، وهو ما يمس عموما بأخلاقيات مهمة التدريس والتأطير والبحث، وأكدت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الانسان أن التصدي لهكذا ممارسات يكمن في التبليغ عن مختلف أشكال العنف القائم على النوع لوقف كل الممارسات المشينة والمجرمة قانونا داخل الجامعات المغربية.
ونبهت بوعياش إلى كون التستر على ظاهرة التحرش والابتزاز الجنسي داخل الجامعات، من شأنه أن يشجع على مغادرة مقاعد الدراسة، أو الفشل في المشوار الدراسي لعدد من الضحايا،لتقترح تبني تدبير ذاتي داخل الجامعات من خلال وضع قواعد للتدخل الآني في حالة التبليغ أو الشكاية، بغض النظر عن المآل القضائي، إلى جانب دعم الضحايا واتخاذ إجراءات مستعجلة، كما اقترحت بوعياش تنظيم لقاءات للملتحقين الجدد بالجامعات لتقريبهم من مودنة الأخلاقيات داخل الجامعات، وتقديم ما يلزم لهم من الدعم.