الصحراء

ديميستورا.. مسرحية البوليساريو والغضب الشعبي!

طه بلحاج الاحد 16 يناير 2022
Screenshot_20220116-123402_WhatsApp
Screenshot_20220116-123402_WhatsApp

AHDATH.INFO

كعادتها وضعت قيادة البوليساريو سيناريو لنفس المسرحية التي دأبت على إخراجها منذ عقود كلما حل مبعوث أممي إلى مخيمات تندوف.

الغضب الشعبي من قيادة البوليساريو والاحتقان الذي تعرفه المخيمات منذ سنوات حال هذه المرة دون إخراج المسرحية.

عزوف عام طبع زيارة المبعوث الاممي الى مخيمات تندوف ، حيث لم تستجب الساكنة لنداءات جبهة البوليساريو المتكررة منذ أيام ، لتشجيع الحضور والاستقبال .

قيادة جبهة البوليساريو وصلتها أصداء المقاطعة الشعبية للأنشطة الرسمية، ورفض الساكنة ممارسة الدور التقليدي في تمثيل مسرحيات القيادة ، ولهذا فكرت القيادة في وضع خطة بديلة لتلافي تبعات المقاطعة ، واحتواء الموضوع وضمان مرور زيارة المبعوث الأممي بطريقتها.

أعدت القيادة خطة أمنية محكمة لحشد الجماهير ، ورفعت شعار العقاب لعدم الحضور ، حيث فرضت على العريفات الحضور ضمن خليات ، وهددت بمعاقبة المتخلفات منهن ، فيما تم اطلاق حملة لجمع كل الاطفال والتلاميذ واجبارهم على الالتحاق بمدارسهم قبل نقلهم مشيا على الاقدام لاستقبال المبعوث الاممي ، وتوعدت المؤسسات التعليمية التلاميذ المتغيبين او من يهربون من مكان الاستقبال بالعقوبة وتسجيل الغياب في حقهم.

جبهة البوليساريو وهي تستقبل المبعوث الاممي ، حاولت استغلال العزوف لصالحها قبل ان تصل اصداء عدم اقتناع الساكنة برأيها ، فعمدت الى توجيه أتباعها ممن اقنعتهم بالحضور او من فرض عليهم التواجد في الاستقبال خوفا من العقوبة، وطلبت من بعضهم التواجد في المقدمة وتمثيل ادوار معينة امام المبعوث الاممي، فمنهم من يصرخ ومنهم من يبدي غضبه ، في مسرحية متفق عليها مسبقا لما يجب ان يقدم أمام المبعوث الاممي للضغط عليه ولتسهيل استفادة القيادة منه لاحقا خلال النقاش معه حول الملف عموما.

لم تقتصر القيادة على هذا الامر، بل حاولت التأثير على ديميستورا بشتى الوسائل ، ورأت ان توظف الجانب الانساني من خلال برمجة زيارات لمراكز طبية وفضاءات خاصة بالمعاقين ، والاطفال في وضعية توحد ، ووضعت هناك من اتباعها من يحسن التمثيل لاستغلال الوضع لمزيد من الاقناع للمبعوث الاممي.

كل هذا دون الحديث عن طريقة استقبال المبعوث الاممي، واقتصاره على قيادات من الصف الثالث، وتأخير اللقاء بابراهيم غالي الى الساعة الأخيرة من نهاية الزيارة يوم غد، طلبا لمزيد من الوقت وبحثا عن وسائل ضغط أكثر على المبعوث الاممي ، ولسان حالها يقول : ان لم يفلح الاستقبال الباهت سيفلح الجانب الانساني، وان لم يفلح الجانب الانساني سينفع الصراخ والعويل .

هذه هي جبهة البوليساريو المسكينة ، وهذه حقيقتها التي لم تعد عصية على الفهم، وان تمكن المبعوث الاممي من التملص من بروتوكول الزيارة وانطلق بنفسه للغوص في متاهات المخيمات، لوجد ساكنة متذمرة ساخطة ليس على الامم المتحدة وليس عليه كما تزعم جبهة البوليساريو ، بل سيجد الاف الصحراويين الذين ضاقوا ذرعا من القيادة ومن اساليبها البالية ، ومن استغلالها للابرياء دون نتيجة تذكر ، لاجل مصالحها ولاطالة النزاع المفتعل ، ولكان اكتشف المبعوث الاممي انه يستطيع ان يجد الحل في كل بقاع العالم ولكنه لن يجده في مكان تديره قيادة العار.