Ahdath.info
تميزت سنة 2021 التي نستعد لتوديعها، بعد ساعات، بتنظيم المغرب لماراثون انتخابي، شمل ستة محطات، كانت بدايتها بتنظيم الانتخاباتالمهنية واستمرت بيوم الاقتراع الكبير ليوم ثامن شتنبر الذي عرف لأول مرة في تاريخ المغرب تنظيم انتخابات تشريعية ومحلية وجهوية في نفس اليوم، قبل أن تنتهي بإجراء انتخاب أعضاء مجلس المستشارين.
ولأن نتائج ومخرجات انتخابات 2021، سيكون لها تأثير على تدبير الشأن العام الوطني والمحلي خلال السنوات القادمة، فإنه لا يمكن توديعها دون استحضار هذه المحطات التي أدت إلى إعادة توزيع وانتشار للقوى الحزبية الوطنية، خاصة ما أفرزته الانتخابات التشريعية ليوم ثامن شتنبرالماضي، التي يجب التذكير أنها وفي سابقة من نوعها جرت يوم أربعاء وليس جمعة كما جرت بذلك عادات العرف الانتخابي المغربي.
هي انتخابات مكنت إذن من الحكم على القوة الحقيقية للثلاثين حزبا التي دخلت غمارها بطموحات متفاوتة كانت أولى مؤشراتها قد حملتها انتخابات الغرف المهنية التي أعطت إشارات على أن المشهد الحزبي والسياسي المغربي مقبل على تغيبر جذري لموازين القوي كما أعطت تقدما نوعيا ورقميا واضحا للمرشحين المستقلين الذين احتلوا بشكل مفاجئ مراتب متقدمة، مما أعطى إشارات قوية على أن المنظومةالحزبية لم تعد مغربية سواء للناخبين أو المنتخبين على حد سواء.
مؤشرات كرستها انتخابات ثامن شتنبر 2021 التي حملت تغييرات مثيرة لموازين القوى الحزبية مقارنة بنتائج انتخابات 2016، كان من أبرز تجلياتهاالهزيمة التاريخية لحزب العدالة والتنمية الذي كان يتسيد المشهد الحزبي والسياسي منذ سنة 2011، قبل أن ينهار تماما ويحتل مراتب جد متأخرة بعدما لم يحصل سوى على 13 مقعد في مجلس النواب، مقابل الصعود القوي للتجمع الوطني للأحرار مما مكنه من الجمع بين رئاستي الحكومة وجلس النواب و4 مجالس جهوية وعدد كبير جدا من المجالسالجماعية المحلية والإقليمية.