في الواجهة

الأمن الوطني: الصخرة التي تحطمت أمامها أكاذيب " بيغاسوس".

رحاب حنان الخميس 30 ديسمبر 2021
28DD3759-798E-472B-95E9-EDEEFD2FE665
28DD3759-798E-472B-95E9-EDEEFD2FE665

Ahdath.info

عرضت المديرية العامة للأمن الوطني حصيلتها السنوية، في فعل تواصلي خلاق، لم تقم بمثله للأسف مؤسسات وطنية اخرى، لتعطي بذلكدرسا آخر في النجاعة التواصلية وجودة حكامة التدبير.

وأمام كثير من الإنجازات والنجاحات التي حققتها المديرية العامة للأمن الوطني مما هو مرصود في تقرير الحصيلة السنوية، ومما هومستقر في الوجدان والمخيال الوطنيين الجمعيين، مما عاشه المغاربة من وقائع كان الأمن الوطني فيها حاضرا بتدخلاته الحاسمة. فإنه يجدرالوقوف قليلا عند المزاعم التي رافقت ما عرف بفضيحة بيغاسوس،

وهي فضيحة بالفعل لوسائل الإعلام الدولية التي غامرت برصيدها المهني، وتاريخها الإعلامي لتضعهما في محك التشكيك،  بعد أن نشرتمزاعم في حق بعض الدول، غير مدعومة بأدلة من جهة أولى، وغير متماسكة أو مقنعة من جهة ثانية.

وقد عمد أعداء المغرب وخصومه ممن كانوا يريدون لي ذراع المغرب وتليين مواقفه في قضايا تعتبرها البلاد محسومة ولا تقبل تنازلات،لارتباطها بسيادته ومصالحه ومستقبل ابنائه، إلى الاختباء وراء رنين اسماء هذه الواجهات الإعلامية المنتقاة.

وطبعا لم يكن انتقاء المديرية العامة للأمن الوطني وكل من المكتب المركزي للأبحاث القضائية، والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ومديريةمراقبة التراب الوطني، باعتبارها اهدافا للتهجم تصريحا أو تلميحا، محض صدفة، بل أمر دبر بليل، لما للمؤسسة الأمنية من أدوار فارقة فيالنجاحات التي يحققها المغرب على مستوى محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للقارات بكل مستوياتها التقليدية أو السيبرانية.

فلم تعد مؤسسة الأمن الوطني فقط تقتصر على أدوار حفظ الأمن بمفهومه الكلاسيكي، بل غدت مؤثرة في حماية الأمن والسلم الدوليين، وفيإشعاع البلد، مما ينعكس إيجابا واستثمارا لنجاحاتها في باقي القطاعات الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها

إن من كانوا يتابعون مزاعم بيغاسوس، ربما لم يدركوا حجم المؤامرة، فأن تنخرط في وقت واحد صحف عالمية قوية، وقنوات إخبارية تشتغلبإمكانيات مالية ضخمة، ومنظمات حقوقية عابرة للقارات في ترويج اتهامات فيها تهديد حتى للعلاقات الخارجية للمغرب مع أبرز حلفائه،فذلك يعني النية المبيتة في ضرب واحدة من قلاع المغرب وعناصر قوته: الأمن والاستخبارات،، تهييئا للمرور للمرحلة الثانية من إرادة تركيعبلد لم يعد يرضى بلعب أدوار ثانوية.

ولذلك فإن نجاح المديرية العامة للأمن الوطني في رهان ليس الصمود في وجه العاصفة فقط، بل ركوب التحدي بثقة المؤمن بعدالة قضيتهوسلامة موقفه، ولذلك انتهج المغرب المؤمن كذلك باحترافية وكفاءة ومبدئية مؤسسته الأمنية خيار: احسن وسيلة للدفاع هي الهجوم.

وهو تكتيك لا ينهجه إلا المؤمن من جهة بأن تلك المزاعم اوهى من بيت العنكبوت، ومن جهة ثانية أنه يملك من عناصر القوة ما يجعله غير هيابمن اللجوء لرفع دعاوى قضائية في فرنسا وألمانيا وإسبانيا وغيرها، وغير هياب من اي تداعيات كيفما كانت طبيعتها.

ويكفي ملاحظة كيف كانت مؤسساتنا الأمنية في نصف السنة مع بداية الصيف في مرمى النيران الإعلامية والحقوقية التي تم توظيفهابنذالة ضد المغرب، وكيف انتهت السنة بتنويه الدول الكبرى باحترافية ومصداقية الأمن الوطني المغربي، وفي مقدمتهم الخارجية الأمريكية،التي كان يراهن البعض في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة أن تكون متشددة مع المغرب مقارنة مع الإدارة السابقة، لكنها تنهي السنة بتنويهلما تقوم به الأجهزة الأمنية والمخابراتية المغربية من أجل حفظ الأمن والسلم، ومحاربة الإرهاب والجريمة، باحترافية واحترام لحقوق الإنسان.