الصحراء

استطلاع رأي: الجزائريون لا يؤمنون بعقيدة المؤامرات الخارجية التي يروج لها الكابرانات

طه بلحاج الجمعة 12 نوفمبر 2021
ALGERIA-POLITICS-PROTEST
ALGERIA-POLITICS-PROTEST

AHDATH.INFO

لا يؤمن الجزائريون بعقيدة التوجس والمؤامرات الخارجية التي تروج لها السلطة الجزائرية في حملاتها الإعلامية التي تنفذ بأقصى سرعة في وسائل الإعلام الثقيلة أو في الخطابات العامة لقادتها الأكثر نفوذا.

ولأسباب وجيهة ، فمنذ عام 2019، أصبح الجزائريون أكثر خوفًا من تدهور الوضع الاقتصادي والمالي لبلدهم وتأثير الفساد على الحياة اليومية أكثر من خوفهم من التهديدات من خارج البلاد التي يسلط عليها النظام الضوء عليها يوميًا لتبرير سياسته القمعية والقتالية.

إنه تقرير متعمق ومفصل بشكل جيد يرسم هذه القصة المقنعة. أعد هذا التقرير خبراء دوليون خلال استطلاع واسع للرأي أجري بين السكان الجزائريين في عام 2019. وقد أجرى هذا الاستطلاع الذي يستكشف بدقة مخاوف الجزائريين المنظمة المستقلة Arab Barometer ، وهي شريكة لجامعة برينستون في الولايات المتحدة، تستطلع بانتظام رأي أكثر من 25000 نسمة في 7 دول عربية هي المغرب والجزائر وتونس وليبيا ولبنان والأردن والعراق، حول مختلف الأحداث الإقليمية أو الدولية الجارية.

في هذا التقرير المخصص للجزائر والمبني على استطلاعات الرأي التي أجريت بين عينات كبيرة في جميع أنحاء البلاد ، أكد 40٪ من الجزائريين أن الوضع الاقتصادي والمالي لبلدهم يمثل التحدي الرئيسي الذي يجب أن تواجهه بلادهم في السنوات المقبلة.

وإذا جاز التعبير ، فإن المصدر الرئيسي للمشاكل التي تغذي مخاوف الشعب الجزائري هو تدهور دخلهم وظروفهم المعيشية.

ومن ثم فإن تأثير الفساد على حياتهم اليومية هو الذي يشغل بال الجزائريين لأن ما لا يقل عن 22٪ يعتقدون أن هذه الآفة تمثل أحد التحديات الكبرى التي تهدد استقرار البلاد.

ويخشى 19٪ من الجزائريين تدهور جودة الخدمات العامة ويأملون في تحسين الخدمات الأساسية الأساسية التي تسمح لبلدهم بالعمل بشكل متماسك.

وبالكاد يخشى 2٪ من الجزائريين خطر انعدام الأمن في حياتهم اليومية و 2٪ فقط يخشون تهديدًا إرهابيًا للأمن القومي.

ويخبرنا الاستطلاع نفسه أيضًا أن 3٪ من الجزائريين بالكاد يخشون التدخل الأجنبي في مشاكل بلادهم. بعبارة أخرى ، لا تؤجج القضايا الأمنية بشكل خاص المخاوف أو الكرب الجماعي في الجزائر. ولسبب وجيه ، يدرك الجزائريون أنهم متحدون وموحدون حول مسائل الدفاع عن الأمن القومي والسيادة الوطنية.

وهذا يعني أن المشاكل الحقيقية للبلاد تكمن بطبيعة الحال في مجالات أخرى مثل الإستراتيجية وذات الحساسية مثل الأمن القومي.

ويعني ذلك أن دعاية النظام الجزائري التي نفذت بهذه الطريقة لسنوات عديدة ضد خطر "اليد الأجنبية" وتهديدات بعض القوى الإقليمية أو العالمية ضد السيادة الوطنية، لم تسفر أبدًا عن أدنى تأثير مقنع على الرأي العام الجزائري.

هذه الدعاية لم تنجح قط في التلاعب بشرائح المجتمع الجزائري لأنها فشلت في إثارة أية مخاوف تغذيها التهديدات من الخارج.

يدرك الجزائريون أكثر من أي وقت مضى أن الأزمات والمشاكل الداخلية تزعزع استقرار بلادهم. وستكون الحلول داخلية أكثر من أي وقت مضى. يظهر هذا الاستطلاع الدولي أخيرًا أن الجزائريين ليسوا مخدوعين ولا ساذجين.