رياضة

تحذير وقلق وانتظار.. تفاصيل رحلة المعاناة بطوكيو!

يوسف بصور الاثنين 26 يوليو 2021
tokyo 1
tokyo 1

AHDATH.INFO-طوكيو

مغادرة مطار "ناريتا بطوكيو, ودخول المدينة كان أشبه ب"الصراط"، الذي اضطر لعبوره كل المشاركين في أولمبياد طوكيو من رياضيين ومدربين ومسؤولين إداريين، وإعلاميين وكذا كبار المسؤولين القادمين من مختلف بقاع الأرض.

جميع العابرين لمطار طوكيو كانوا سواسية أمام القوانين والإجراءات الصارمة، التي فرضتها السلطات اليابانية لمنع تفشي موجة جديدة من فيروس كورونا ونسخه المتحورة، شملت الجميع بلا استثناء, كما أن تطبيق "OCHA"، الذي تم إنشاؤه لتسهيل عملية الدخول إلى الأراضي اليابانية, تسبب في إحراج ضيوف الأولمبياد من رياضيين وإعلاميين ووزراء ومسؤولين كبار، من خلال احتجازهم لعدة ساعات داخل المطار.

تحذير مبكر من الربان

"نظرا للظروف التي فرضتها جائحة كورونا المرجو ملئ جميع الاستمارات الخاصة بالشرطة والجمارك ووزارة الصحة اليابانية ومصلحة مراقبة الهجرة عبر تطبيق "OCHA" قبل الوصول إلى مطار ناريتا". عبارة ظل ربان الطائرة التي أقلت الإعلاميين المغاربة من دبي الإماراتية صوب العاصمة اليابانية يرددها مرات عديدة عبر مكبر الصوت، فيما بدا إشارة إلى أن الفترة التي ستفصل بين بلوغ المطار ومغادرته ربما ستكون أصعب من رحلة استغرقت أزيد من 16 ساعة من مطار محمد الخامس في الدار البيضاء إلى مطار دبي الدولي، ومن هذا الأخير إلى مطار "ناريتا", البعيد عن طوكيو بأكثر من 70 كيلومترا.

"OCHA" سر معاناة الجميع

أطلقت السلطات اليابانية تطبيقا هاتفيا كان يفترض أن يسهل مهمتها، ويختصر الوقت الذي يقضيه الوافدون على الأولمبياد بمطار طوكيو، من خلال تمكينهم من تحميل نتائج المسحتين الطبيتين "pcr", اللتين طلب من الجميع إجراؤهما قبل 96 ساعة و72 ساعة من الوصول إلى اليابان للتأكد من عدم حملهم بفيروس كورونا، وكذا تسجيل مجموعة من البيانات المطلوبة من المصالح الأمنية المحلية والجمارك ومصلحة مراقبة الهجرة، غير أن التطبيق الذكي أصبح غبيا في الأيام الأخيرة التي سبقت انطلاق الحدث الأولمبي.

كل محاولات استكمال عملية التسجيل وتحميل البيانات ونتائج التحاليل باءت بالفشل بسبب عطل تقني تعذر إصلاحه من المصدر، مما وضع العديد من ضيوف الألعاب والمشاركين فيها في ورطة حقيقية، وأرغمهم على تعويض التصريح الإلكتروني بالمعطيات بملء العديد من الاستمارات والإدلاء بعدد أكبر من الوثائق في صيغتها الورقية داخل المطار.

 المتوكل في انتظار النتائج

الصرامة والتدقيق كانا العنوان الأبرز لطريقة تعامل موظفي مختلف المصالح بمطار "ناريتا" مع الجميع دون منح أدنى قدر من الأفضلية أو التمييز لأي كان, وخير دليل هو أن نوال المتوكل، التي حلت بمطار طوكيو بصفتها عضوا في المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية الدولية قبل يومين من الافتتاح الرسمي للألعاب الأولمبية اضطرت إلى الانتظار لما يناهز 7 ساعات لإنهاء إجراءات دخول الأراضي اليابانية، وظهور نتيجة المسحة الطبية للعاب الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا، والتي خضعت لها بمجرد وصولها إلى المطار، رغم توفرها على نتيجتين سلبيتين أجرتهما بالمغرب قبل 96 ساعة و72 ساعة من مغادرتها لأرض الوطن.

واجتازت المتوكل سلسلة من الإجراءات المعقدة الخاصة بوزارة الصحة اليابانية وإدارة الجمارك ومصلحة الهجرة واللجنة المنظمة للأولمبياد، قبل أن يسمح لها بالمغادرة صوب فندق الإقامة بعد ساعات انتظار وتنقل من مصلحة إلى أخرى.

لا استثناءات حتى للوزراء

عثمان الفردوس وزير الشباب والرياضة المغربي ظل عالقا في مطار "ناريتا" لأكثر من 5 ساعات ونصف، رغم أنه وجد في استقباله سفير المغرب في العاصمة اليابانية، ونفس المصير كان في انتظار أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة المصري، ويوسف آدم الضي وزير الشباب والرياضة السوداني. بالنسبة للمنظمين لا مجال لمنح أي استثناءات لأي كان، والكل ملزم بالخضوع لنفس الإجراءات حماية للبلد ولجميع الحاضرين للألعاب الأولمبية من شبح فيروس كورونا، الذي تسلل رغم الاحتياطات الشديدة إلى صفوف العديد من الوفود المشاركة، حتى في قلب القرية الأولمبية المحصنة بفقاعة طبية صارمة.

بعد تجاوز "لعنة" تطبيق "OCHA" الشهير تسبب إرغام جميع الوافدين على طوكيو بمن فيهم كبار المسؤولين على إجراء اختبار جديد لفيروس كورونا في إطالة مدة الانتظار بالمطار، وما زاد الطين بلة هو وصول عدد كبير من الرحلات في مواعيد متقاربة مما خلق طوابير طويلة من المتٱمرين لأخذ العينات قبل تحليلها وإعلان النتائج التي لم تظهر في بعض الأحيان إلا بعد عدة ساعات.

كورونا يربك الوفد المغربي

عاش الوفد الإعلامي المغربي محنة حقيقية بمطار "ناريتا", حيث ظل لأكثر من ساعة شبه محتجز في إحدى القاعات رفقة إعلاميين من دول أخرى في انتظار حضور مسؤول يتحقق من أن تطبيق "ocha" لا يعمل لا قبل الوصول إلى طوكيو ولا بعد ذلك، وعندما تم تخطي هذا العائق والانتقال إلى مرحلة الإدلاء بنتائج مسحة "pcr" واجتياز فحص مضاد بعين المكان لم تجر الأمور على نحو جيد.

"4 منكم نتائجهم جيدة و5 سيتم إعادة فحص عيناتهم". بهذه الكلمات صعق أحد المسؤولين عن الفحوصات الإعلاميين المغاربة, حيث انتاب الخوف المعنيين بإعادة الفحص من إمكانية أن يكونوا قد أصيبوا بالعدوى داخل الطائرة أو خلال فترة الانتظار بمطار دبي, قبل أن يعود نفس الشخص بعد نحو نصف ساعة وعلى محياه ابتسامة تظهر من بعيد، وانحناءة توحي بالاعتذار عما نقله من أخبار سيئة قبل ذلك بدقائق، قبل أن يصيح قائلا: "i have a good news for you", ليكشف بعد ذلك أن جميع النتائج سلبية بعد إعادة فحص العينات.

بعد ذلك زال القلق واختفت كل العقبات, وأصبحت الإجراءات الموالية أكثر سرعة وسلاسة, قبل أن يغادر الجميع المطار صوب الفندق، الذي استغرق الوصول إليه زهاء ساعة وبضع دقائق, ولسان حال الجميع يصدح بعبارات الارتياح إثر انتهاء ما بدت أنها أصعب مرحلة في رحلة تغطية الألعاب الأولمبية بطوكيو.