رياضة

يوميات الأولمبياد: هنا طوكيو .. هنا الأمانة!

يوسف بصور الاثنين 26 يوليو 2021
TOKYO
TOKYO

AHDATH.INFO-طوكيو

بضعة أيام , وبضعة مشاهد في العاصمة اليابانية طوكيو كافية لتجعلك مقتنعا بأن كل ما كنت تسمعه عن قيم "الأمانة" و"الصدق" و"القناعة"، التي يتميز بها الشعب الياباني مجرد نزر يسير مما هو موجود على أرض الواقع.

المشهد الأول: 

بعد وصول الوفد الإعلامي المغربي إلى العاصمة اليابانية، وتمضية عدة ساعات في تجاوز الإجراءات المعقدة لدى مصالح وزاراتي الصحة والداخلية وإدارة الجمارك وكذا اللجنة المنظمة للأولمبياد، جاءت لحظة استلام الحقائب، حيث توجهنا إلى المنطقة المخصصة لحقائب الرحلة القادمة من دبي الإماراتية، ووجدنا حقائبنا في الحفظ والصون، ومرتبة بعناية غير بعيد عن الشريط المخصص لمرور الحقائب. 

ما لفت انتباهنا هو وقوف فتاة جميلة المحيا، أنيقة الملبس، ومهذبة اللسان بجوار حقائبنا، قبل أن تستفسرنا بلباقة، بينما كانت تحمل في يديها نظارات قالت إن طاقم الطائرة وجدها أسفل أحد المقاعد الخاصة بالوفد المغربي. على نفس المنوال بلا كلل ولا ملل استمرت في سؤال الصحافيين واحدا تلو الٱخر، قبل أن تهتدي إلى صاحب النظارات الضائعة، الذي لم يكن سوى الزميل محمد الروحلي، حيث سلمته إياها، وطلبت منه بلطف أن يوقع لها على وصل بذلك، قبل أن تعود أدراجها مبتسمة، علما أنها قضت ما يزيد عن 4 ساعات في انتظار أن تعيد النظارات لمالكها.

المشهد الثاني:

في نفس الزمان والمكان، وبعد تجاوز المنطقة الخاصة بتحقق الشرطة من جوازات السفر ونتائج المسحة الطبية الخاصة بالكشف عن فيروس كورونا المستجد، توجهنا صوب مصلحة الجمارك قصد التصريح بما نحمله معنا من مبالغ مالية، والتحقق من أننا لا نحمل معنا مقتنيات ثمينة أو مواد ممنوعة، انتبه الزميل المصور الصحافي عبد القادر بلمكي بعد دقائق عديدة إلى أنه فقد هاتفه النقال ليعود أدراجه، ويجد الهاتف في مكانه لم يقربه أحد، حيث تركه عناصر الشرطة في مكانه بعد العثور عليه، ليستعيده صاحبه بعد ذلك بدون أي إشكال.

المشهد الثالث:

في لحظة استراحة وتبادل لأطرف الحديث بين الصحافيين المغاربة قبالة مدخل فندق "Best western hôtel Tokyo Nishikasai"، حيث يقيمون، وقفت سيارة أجرة ونزل منها أحد الصحافيين الأجانب ليدخل إلى الفندق بعد حمل حقائبه، لكن اللافت للانتباه في هذا المشهد كان هو نزول السائق وتفحصه، بعناية كبيرة للصندوق الخلفي للسيارة والمقاعد الخلفية من أجل التأكد من أن الصحافي الذي بدأ مسرعا لم يترك أيا من متعلقاته خلفه وإعادتها إليه.

هذه المشاهد وغيرها كثير، تزيد الماء قناعة بأن هذا الشعب، الذي يعمل ويعمل ويعمل بلا كلل ولا ملل، يستحق ما وصل إليه من تقدم وازدهار، بفضل القيم والأخلاق العالية التي تحكم كل سلوكاته ومناحي حياته اليومية.