ثقافة وفن

الإعلام الضحية الأولى للتصعيد بين إسرائيل وحماس

أ ف ب . A F P و أحداث.أنفو الاثنين 17 مايو 2021
773x435_cmsv2_a48c81f9-6e02-5938-a3ae-d1b1f87c9fe3-5658682
773x435_cmsv2_a48c81f9-6e02-5938-a3ae-d1b1f87c9fe3-5658682

AHDATH.INFO

بين أخبار غير مؤكدة عن وقوع وسائل إعلام ضحيّة "تلاعب" لإيهامها بدخول قوات إسرائيلية إلى غزّة وقصف مقار إعلامية داخل القطاع المحاصر، يذكّر التصعيد بين إسرائيل وحركة حماس بأن الحقيقة يمكن أن تكون "أولى ضحايا" الحرب.

بعد ظهر السبت، تلقى صاحب برج الجلاء في قطاع غزة، وهو مبنى يضم المكاتب المحلية لشبكة الجزيرة القطرية ووكالة أسوشييتد برس الأميركية للأنباء، مكالمة تطلب منه إخلاء المبنى في غضون ساعة.

وقال مراسل الجزيرة الإنجليزية صفوت الكحلوت إن الرجل "طُلب منه إبلاغ بقية الموجودين في المبنى بأن الجيش الإسرائيلي سيقصفه"، فبدأ إجراء الاتصالات على الفور.

غادر الصحافيون مكاتبهم على عجل، يرتدي بعضهم سترات واقية من الرصاص ويحمل كاميرات وأجهزة كمبيوتر، لينزلوا أدراج نحو عشرة طوابق أو يتزاحموا في المصعد الصغير.

بثّت الجزيرة مباشرة حواراً هاتفياً يطلب خلاله صاحب المبنى من مسؤول عسكري إسرائيلي منحهم عشر دقائق إضافية للإخلاء. ثم تجمّع صحافيون خارج البرج على مسافة آمنة لتصوير المشهد. مرت الدقائق، ثمّ اصابت صواريخ الإسفلت وتصاعدت أعمدة الدخان.

صار المبنى أثراً بعد عين، وهو ليس الوحيد، فقد دُمرت في وقت سابق من الأسبوع مبان في غزة تضم مقار وسائل إعلام فلسطينية بينها قناة القدس المرتبطة بحركة حماس.

وفي كلّ مرة يقدم الجيش الإسرائيلي التبرير نفسه تقريباً: تحوي المباني معدات لحركة حماس التي تستعمل الصحافيين "دروعاً بشرية".

تتالت الإدانات، وتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو هاتفيا مع الرئيس الأميركي جو بايدن قبل أن يطل تلفزيونيا في المساء للدفاع عن الضربات ضد "أبراج الإرهاب" مؤكدا أن "حياة المدنيين لم تُعرض للخطر".

من جهته، اتهم المدير التنفيذي للجنة حماية الصحافيين جويل سايمون الدولة العبرية بتعمد استهداف منشآت إعلامية "لتعطيل تغطية المعاناة الإنسانية في غزة".

بدورها، طالبت منظمة العفو الدولية بفتح "تحقيق" حول ما وصفته بأنه "جريمة حرب" محتملة.

وليواصل صحافيو أسوشييتد برس والجزيرة عملهم، اقترحت وكالة فرانس برس استضافتهم في مقرها بالقطاع.

من المستهدف؟

هل تحول الصحافي من شاهد إلى فاعل رغما عنه في المواجهة بين حماس وإسرائيل؟

في أيلول/سبتمبر 2019، قال الجيش الإسرائيلي إنه نقل الى المستشفيات "مصابين وهميين" إثر اشتباك مع حزب الله اللبناني.

الهدف من تلك المناورة كان تهدئة التوتر على الحدود عبر الإشارة إلى أن حزب الله حقق هدف الانتقام لضربة إسرائيلية وسيوقف بالتالي الأعمال العدائية.

لكن هذه المرة، هدفت "الحيلة" التي تحدثت عنها الصحافة الإسرائيلية إلى تحييد مقاتلين بواسطة وسائل الإعلام.

واكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي لمراسلين أجانب أنه ارتكب "خطأ" عن حسن نية من خلال تأكيده وجود قوات إسرائيلية داخل غزة، مشيرا في الآن نفسه الى أن "الجمهور المستهدف" من المعلومة هو حماس وليس الصحافة الأجنبية.

هل استعمل الجيش الصحافيين لدفع مقاتلي حماس إلى الأنفاق ومن ثم قصفهم؟ هل ارتكب مجرد خطأ؟ هل حاول إخفاء خطئه بتصويره كحيلة في الإعلام المحلي؟

عبّرت جمعية الصحافة الأجنبية في القدس السبت عن "استيائها" مما جرى، وطلبت توضيحات من الجيش.

وفي ردهم، وصف العسكريون نظرية "التلاعب" التي تحدثت عنها الصحافة المحليّة بأنها "من قبيل نظريات المؤامرة".