AHDATH.INFO
الأمر اليوم يتطلب موقفا واحدا هو مساندة جلالة الملك، وتقديم مصلحة الدولة العليا، وإذا كان لابد من انتقاد سعد الدين العثماني فإن الأمر يتطلب المرور عبر مؤسسات الحزب .. هكذا تحدث الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية عبد الاله بنكيران، في كلمة موجهة لأعضاء المصباح، بعد "الجلد" الذي تعرض له العثماني من طرف بعض إخوانه في الحزب الذين حادوا عن ما تقتضيه "الرزانة" السياسية ووحدة الصف، وفضلوا "اللعب" حسب توصيف بنكيران، فيما يشبه التملص مما جاء في بيان الأمانة العامة المشيد بمواقف المملكة مع تسجيل التحفظ حول العلاقات المغربية الاسرائيلية، كما ذكر بنكيرن إخوانه بترتيب الرجل في الدولة حين قال أن العثماني كرئيس حكومة يعتبر الرجل الثاني، لذلك لا يمكنه أبدا أن يخذل الرجل الأول!!
إخوان العثماني الذين فضلوا ترك ما وصفه بنكيران بالموقف التاريخي الذي يخص سيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، كمحطة مفصلية تتوج معركة عمرها أزيد من 40 سنة، اختاروا توجيه انتقادات لاذعة للعثماني بعد حضوره وتوقيعه لاتفاقيات مع الطرف الاسرائيلي، الذي يشارك العثماني ومنتقديه الانتماء للمغرب، وقد كان بنكيران صريحا حين قال أن رفض التطبيع مع تحفظه على الكلمة في السياق المغربي، يبقى من أدبيات الحزب القادم من رحم حركة إسلامية، إلا أنه نبه إلى ضرورة التعامل مع الحدث في سياقه الصحيح، وفي مقدمته أن بعض القرارات تبقى سيادية خاصة أن التطمينات الملكية حول مساندة القضية الفلسطينية كانت واضحة لا لبس فيها، وهو ما أشاد به بلاغ الأمانة العامة.
لكن بنكيران اعتبر أن الطريقة التي تم بها انتقاد العثماني والمطالبة بإقالته لحضوره كطرف في الدولة ضمن لقاء الوفد الاسرائيلي الأمريكي، يظهر تناقض الحزب الذي تناسى بعض أعضائه أنه يترأس الحكومة و عضو اساسي في بنية الدولة التي يترأسها الملك الذي يتخذ القرارات في المسائل المصيرية، كما دعى الحزب إلى التمترس خلق القيادة الملكية في هذه اللحظة المصيرية التي لا مكان فيها لمعارك داخلية " الحزب مخصوش يلعب .. النهار الأول دخلنا السياسة لنكون قريبا من مراكز القرار حتى لا نظلم كباقي الحركات الاسلامية في العالم .. العدالة والتنمية طرف في الدولة ولا يمكن لطرف في الدولة ان يخدل الدولة، نحن لسنا في معركة داخلية معركتا اليوم عالمية والكل يلاحظ ما يقع في المغرب .. حنا مكناش كنلعبو فاش تم صياغة بلاغ الحزب الذي نوه بكل الخطوات الملكية" يقول بنكيران.
وختم الأمين العام لحزب المصباح كلامه بالقول " الدولة مفيهاش اللعب وممعاشها اللعب ومخاصش يكون معاها اللعب"، وذلك بعد أن ذكر إخوانه في الحزب أن ترأس المصباح للحكومة يقتضي مساندة الدولة والحفاظ على صورتها وتماسكها، بعيدا عن التلون في المواقف من خلال إصدار بلاغات تشيد واتخاذ مواقف مخالفة "في ظرفية تقتضي أن نكون مع سيدنا" يقول رئيس الحكومة السابقة.