مجتمع

تفاوتات عميقة وخيار غير مطروح .. اليونيسف ترصد سلبيات التعليم عن بعد في 100 دولة

سكينة بنزين الجمعة 28 أغسطس 2020
التعليم عن بعد
التعليم عن بعد

AHDATH.INFO

نالت كل القطاعات نصيبها من التبعات الثقيلة لفيروس كورونا الذي وضع العالم أمام فرضيات غير حاسمة اتجاه عدد من القرارات، كان من بينها خيار "التعلم عن بعد"، الذي وجدت بعض الدول نفسها مجبرة على خوض غمار تجربته تحت وصف "حالة طوارئ تعليمية" لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الموسم الدراسي 2019-2020، بعد أن اضطر أزيد من 463 مليون طفل لمتابعة دراستهم داخل المنازل بعد قرار إغلاق المدارس، كخيار وقائي لتفادي انتقال العدوى بين صفوف التلاميذ.

في المغرب اختلفت وجهات النظر حول حصيلة التجربة، التي أشادت بها الوزارة المعنية على لسان الوزير سعيد أمزازي، في الوقت الذي سجلت العديد من الأصوات وجود العديد من السلبيات التي رافقت التجربة بسبب غياب الوسائل المساعدة على التعلم عن بعد، كغياب الأنترنيت، اللوحات الالكترونية،غياب الدعم داخل البيت،جهل بعض الآباء بوجود دروس مبرمجة على القنوات الوطنية بالنسبة لتلاميذ المستوى الابتدائي وغيرها من العثرات التي طرحت المزيد من التخوف تزامنا مع فتح وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، الباب أمام أولياء الأمور للاختيار بين التعليم عن بعد والتعليم الحضوري للموسم الدراسي 2020/2021.

وبما أن المغرب ليس بمنأى عن ما يتم مناقشته عالميا حول الموضوع، تجدر الإشارة أن المديرة التنفيذية لليونيسف "هنرييتا فور"، أشارت أمس الخميس 27 غست، أن "التعلم عن بعد ليس خيارا مطروحا"، بسبب ما تم الوقوف عليه من تفاوتات عميقة، وفق تقرير رصد أهم العقبات التي صادفت التلاميذ ما قبل الابتدائي إلى مرحلة الثانوية ، وفي مقدمتها نقص الدعم، ضغط القيام بالأعمال المنزلية، بيئة مشوشة.

وأشارت المعطيات التي تم تجميعها من بيانات 100 دولة، أن هناك تفاوت صارخا بين الدول ، وبين المناطق داخل نفس البلد مما أعاق استفادة التلاميذ من التعليم عن بعد، وقد ظهرت حدة التباين داخل المناطق الفقيرة والبوادي التي لم يتمكن التلاميذ داخلها من موكبة الدراسة عن بعد، وبلغة الأرقام أشار تقرير اليونيسف أن 72 في المائة من الأطفال المنحدرين من الأسر الأكثر فقرا  غير قادرين على الوصول إلى التعلم عن بعد، وفي البلدان ذات الدخل المتوسط والمرتفع، يمثل التلاميذ من الأسر الفقيرة 86 في المائة من الطلاب غير القادرين على الوصول إلى التعلم عن بعد، وتزداد حدة المشكل بين صفوف التلاميذ الأصغر سنا، ذلك أن المستوى الابتدائي أكثر حاجة للتعليم الحضوري من أجل تعلم المهارات الأساسية التي تؤثر على مسار الطفل في المستويات اللاحقة.

ومن أهم التوصيات التي قدمها تقرير اليونيسف للحكومات في العالم، ضرورة التعاطي مع حجم التحديات التي فرضتها الجائحة، مع إعطاء الأولوية لإعادة فتح المدارس بشكل آمن تزامنا مع رفع القبود، تزامنا مع الاهتمام بعلاج الفجوة الرقمية بين المناطق،مع العمل على توفير الوسائل اللازمة لإنجاح عملية التعلم عن بعد بالنسبة للفئات الهشة.