مجتمع

عيد الأضحى.. مواطنون يترقبون وفلاحون متوجسون

طه بلحاج الجمعة 12 يونيو 2020
MOUTONS_ADL_1
MOUTONS_ADL_1

AHDATH.INFO- سميرة فرزاز/ت محمد العدلاني

ككل سنة، بعد انتهاء شهر رمضان، تترقب الأسر المغربية عيد الأضحى، لكن «العيد لكبير» هذه السنة سيأتي في ظروف متغيرة بسبب جائحة كوفيد 19، ما يعني ذلك من أزمة اقتصادية يعيشها المغرب برمته، بل العالم بأسره.

إلغاء عيد الأضحى فكرة رددها بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الأخيرة، وبعد اقتراح حزب على الحكومة إلغاء الاحتفال بعيد الأضحى بسبب انعكاسات جائحة كورونا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي، علما أن وزارة الفلاحة طمأنت المواطنين بخصوص استعداد الحكومة للاحتفال بهذا العيد، وأنه سيفتح الأسواق الأسبوعية لهذا الغرض ويتابع صحة قطيع الماشية عبر ترقيمها.

وفي زيارة لجماعة أولاد عامر بإقليم سطات ووفقا لعبد الفتاح عمار، رئيس الغرفة الفلاحية بجهة الدارالبيضاء سطات، تبين أن إلغاء عيد الأضحى سيكون بمثابة كارثة ستقع على رؤس الكسابة، إذا تم إلغاؤه، كما يقول، مضيفا أن الفلاحين ينتظرون عيد الأضحى بفارغ الصبر، من أجل بيع مواشيهم، وبعض السلع المرافقة له.

واسترسل قائلا في تصريح لجريدة «الأحداث المغربية»: «إن الفلاح يعاني في السنوات الأخيرة بسبب الجفاف ثم إغلاق الأسواق بسبب الجائحة، الشيء الذي سيجعله يعيش كارثة وخسارة كبيرة في حالة إلغاء عيد الأضحى».

وغير بعيد عن رئيس الغرفة الفلاحية بجهة الدرالبيضاء سطات، تجمع مجموعة من الفلاحين، الذين عبروا بصوت واحد «إلى مكان لعيد راحنا غادي ندخلو لحبس». قفز من بينهم فلاح قال بصوت خافت «الفلاح جد متضرر، فإلى جانب الجفاف حلت الجائحة، فتكبدنا الكثير من المصاعب لكي نوفر رؤوس الأغنام هاته لبيعها بعد ذلك ونؤدي ما علينا من قروض، فإذا تم إلغاء عيد الأضحى حلت الكارثة علينا جميعا».

ويضيف أن «الفلاح يبذل مجهودات كبيرة، ويعاني طوال السنة، من أجل مناسبة عيد الأضحى، ليبيع أغنامه ويربح القليل من المال لإعالة أسرته ويستثمر من جديد، فدخل الفلاح والكساب الوحيد يرتبط بهذه المناسبة التي هي عيد الأضحى، فنحن ضد إلغائه».

وأضاف زميله متسائلا «نعاني من نقص الدعم والإعانة، فلا يعقل إعطاء كيس شعير غير كاف لكساب لديه 100 رأس من الأغنام، وثمن «النخالة» وصل إلى 130 درهما؟».

تجدر الإشارة إلى أن عملية ترقيم المواشي من أغنام وأبقار وماعز ومازالت متواصلة في مختلف الجهات، تدخل في إطار الاستعدادات المتخذة من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية لعيد الأضحى. بالإضافة إلى ذلك، كانت المصالح البيطرية للمكتب قد قامت بتسجيل 242 ألف ضيعة لتربية وتسمين الأغنام والماعز في إطار برنامج عيد الأضحى.

جل الفلاحين بأولاد عامر بإقليم سطات، غير متفقين مع فكرة إلغاء عيد الأضحى، لأن جميعهم كما عبروا، استثمروا ما لديهم من أموال، بل اقترضوا الآلاف من الدراهم من أجل تسمين مواشيهم، وإلغاء العيد معناه الإفلاس التام، وفي هذه الحالة على الدولة تعويضهم عن خسارتهم إن تقرر بشكل رسمي إلغاء تلك الشعيرة الدينية.

وهذا ما أشار إليه عبد الفتاح عمار، فإلغاء عيد الأضحى، حسب ما يقول، «يوجب على الحكومة أن تكون مستعدة من أجل تعويض الفلاحين والكسابة على خسارتهم».

يذكر أن رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، قد رد على تساؤلات البرلمانيين حول العيد خلال الجلسة الشفوية الشهرية بمجلس النواب بأنه لا يوجد أي قرار بشأن إلغاء عيد الأضحى جراء ظرفية كوفيد 19 الحالية، مشيرا إلى أن وزير الفلاحة سبق له التحدث عن الموضوع في وقت سابق، قائلا: «إنكم تضعون أسئلة حسم فيها عزيز أخنوش، وزير الفلاحة أثناء مثوله أمامكم، إذ أكد استعداد الحكومة للاحتفال بهذا العيد، وأنه سيفتح الأسواق الأسبوعية لهذا الغرض ويتابع صحة قطيع الماشية عبر ترقيمها».

واعتبر أن إلغاء عيد الأضحى ليس من اختصاصه كرئيس للحكومة، ولكنه من اختصاص أمير المؤمنين الملك محمد السادس، لأن هذا العيد شعيرة دينية.