الصحراء

خطة المعارضة للخروج من الحجر الصحي

عبد الكبير اخشيشن الاحد 07 يونيو 2020
NIZAR_BARAKA_NABIL_BENABDALAH
NIZAR_BARAKA_NABIL_BENABDALAH

AHDATH.INFO

الخروج من الحجر الصحي يدخل أحزابا سياسية في تنافس لعرض تصوراتها في تمرين يحمل عددا من الرسائل في ظل جائحة استثنائية ستختبر كل شيء، فبعد المبادرات التي عبر عنها عدد من زعماء الأحزاب السياسية منذ أبريل الماضي، خرجت أحزاب سياسية في المعارضة لتقدم تصوراتها كمؤسسات لكيفية الخروج من هذا الحجر الصحي.

المذكرتان اللتان توصل بهما رئيس الحكومة سعد الدين العثماني من كل من حزب الاستقلال والتقدم والاشتراكية حول الخروج من الحجر الصحي جاءتا في إطار نقاش موسع فتحه رئيس الحكومة مع كل الأحزاب الممثلة في البرلمان، وفي سياق دستوري منح للمعارضة مهام ومكانة لم تكن لديها سابقا، كما تأتي في ظل شروط سياسية خاصة قريبة من استحقاقات انتخابية وشيكة.

اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال هيأت مذكرتها التي تحمل تصور الحزب للخروج من أزمة كورونا، بما فيها خطة الإقلاع الاقتصادي والمواكبة الاجتماعية وأولويات قانون المالية التعديلي، فيما أعلن حزب التقدم والاشتراكية أنه قدم الوثيقة الخاصة به لرئيس الحكومة، والتي تحمل تصوراته للتعاقد السياسي الجديد لتدبير مرحلة ما بعد جائحة كوفيد 1 بتصور يمزج بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية والثقافية والسياسية والمؤسساتية.

وحث حزب الاستقلال الحكومة على إجراء نقاش عمومي بخصوص السياسات التي يتعين على البلاد اعتمادها لتدبير المرحلة الصعبة لما بعد كورونا ومواجهة انعكاساتها السلبية على كافة المستويات، وذلك في تفاعل مع البرلمان والأحزاب السياسية الجادة والفعاليات الاقتصادية والفرقاء الاجتماعيين.

وعبرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عن رفضها لكل الدعوات الرامية إلى «الالتفاف على المسار الديمقراطي والتطور السياسي ببلادنا، والعودة ببلادنا إلى ممارسات ماضوية بائدة»، وأكدت تشبثها «بالخيار الديمقراطي كأحد الثوابت الدستورية التي لا يمكن المساس بها»، وبالآلية الانتخابية «كمحدد أساسي في تشكيل المؤسسات المنتخبة وفي تدبير الشأن العام». وجاء في بلاغ للجنة التنفيذية أن الحزب يسجل «بإيجاب إطلاق الآلية السياسية للتشاور مع الأحزاب السياسية لتجاوز الأزمة».

وبخصوص المغاربة العالقين نوه الحزب بعودتهم بالتدرج، وحث الحكومة على «تحديد مختلف مراحل العودة والمعايير المعتمدة في ذلك»، مع تسريع وتيرة الرحلات وضمان جميع الشروط والتدابير الصحية واللوجستيكية لعودة آمنة وبشروط إنسانية لائقة. كما طالب بتأمين عودة مغاربة العالم إلى دول الاستقبال في أقرب وقت ممكن.

واعتبر بلاغ لحزب التقدم والاشتراكية أن أي خطط لإنعاش المجالين الاقتصادي والاجتماعي «لا يستقيم نجاحها سوى في إطار احترام الدستور والتقيد بثوابت الاختيار الديمقراطي»، وهو ما يستدعي بالضرورة الابتعاد عن كل «الشعارات المجانبة للصواب والمنادية بمقاربات حكومية غير سياسية».

وطالب الحكومة «بالإعلان بشكل واضح عن مخططها للخروج من حالة الحجر الصحي» وتصورها لرفع حالة الطوارئ الصحية، والأجندة الزمنية المؤطرة لمضامينها ولمختلف المراحل المرتبطة بها، وإخبار الرأي العام بالقرارات قبل أيام من اتخاذها، وتكثيف عمليات التواصل حولها.

وأضاف المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في بلاغ عقب اجتماعه الأخير، أن «الحزب هيأ وثيقته الخاصة تتضمن مقترحاته التفصيلية بشأن تصوره للتعاقد السياسي الجديد لتدبير مرحلة ما بعد كورونا، والذي يمزج بشكل متكامل بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والإيكولوجية والثقافية والسياسية والمؤسساتية».

وشدد الحزب، وفق البلاغ ذاته، على أنه من «الحيوي الحفاظ على الحياة العادية للجماعات الترابية، مع ما يستدعيه ذلك من ضرورة إبراز أدوار هذه الهيئات الدستورية الأساسية وتثمين مجهودات المنتخبات والمنتخبين، وذلك بالنظر إلى ما يكتسيه ذلك من أهمية بالغة ليس فقط على صعيد تثمين الديمقراطية الترابية واللامركزية والجهوية المتقدمة، ولكن أيضا وأساسا على صعيد الإنعاش التنموي والاقتصادي والاجتماعي محليا، لا سيما من خلال استئناف إنجاز المشاريع والبرامج والأشغال التي تشرف عليها وتنفيذها في تعاقد مع مقاولات تساهم في النشاط الاقتصادي وتوفر عددا كبيرا من مناصب الشغل».

وتوقف الحزب عند الإعداد للدخول المدرسي المقبل، إذ دعا المكتب السياسي «الحكومة إلى التحضير الجيد، عبر اتخاذ كافة التدابير، منذ الآن، من أجل تحضير الدخول المدرسي والجامعي المقبل، بالارتكاز على أدوار المدرسة والجامعة العموميتين، والحرص على حفظ حق المتمدرسات والمتمدرسين في تعليم جيد في إطار تكافؤ الفرص، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة استدراك الثغرات التعليمية التي خلفتها فترة الحجر الصحي وإيقاف الدروس الحضورية».

وفي انتظار أن يميط سعد الدين العثماني، الخميس المقبل، اللثام عن تصور الحكومة لرفع الحجر الصحي، والخطوات التي ستليه، كان قادة الأحزاب السياسية من الأغلبية والمعارضة قد دخلوا في تمرين هام لاختبار العقل الحزبي وامتحان تصوراته لواحدة من اللحظات الأكثر صعوبة، التي يعيشها المغرب ضمن معاناة عالمية بفعل جائحة فيروس كورونا المستجد، وتكلم عدد من قادة الأحزاب في ندوات للاستفادة من شكل تواصلي فرضه الحجر الصحي، أو عبر أطروحات تم تعميمها لفتح النقاش حولها.

وقدم كل من عزيز أخنوش وسعد الدين العثماني وإدريس لشكر من الأغلبية بصفتهم الحزبية تصورهم لمرحلة ما بعد كورونا، فيما تحدث كل من نبيل بنعبد الله ونزار بركة من موقع المعارضة عن رؤيتهما، التي تحولت إلى وثيقة بعد أن فتح رئيس الحكومة منذ بداية الجائحة نقاشا واسعا مع الأحزاب الممثلة في البرلمان لتدبير مرحلة الطوارئ الصحية والحجر الصحي، وكذا لفتح نقاش واسع حول كيفية الخروج منهما.