ثقافة وفن

مسلسل "الاختيار"...هذه الحالة !

من صميم "الأحداث المغربية" - عدد الخميس الخميس 30 أبريل 2020
EWtyocKWsAEFMR-
EWtyocKWsAEFMR-

AHDATH.INFO

وسط كل البرامج والمسلسلات والأعمال التلفزيونية، التي تعرض علينا في الشهر الفضيل هناك مسلسل /حالة يسمى « الاختيار » فرض تميزه على الجميع في العالم العربي،واستطاع في الأيام الأولى للشهر الفضيل أن يحقق الإجماع حوله وحول قيمته،وحول ضرورة مشاهدته والاستمتاع بما يقدمه كل يوم.

اختار مسلسل « الاختيار » أن يقدم شخصية أحمد المنسي، بطل الصاعقة المصرية الذي اغتاله كمين للمتطرفين الجهاديين سنة 2017، واختار هذا المسلسل الذي يلعب بطولته أمير كرارة أن يقرأ صفحة حديثة من صفحات مصر هي صفحة الهروب من براثن الإخوان، وعملية الإنقاذ التي تمت في الثلاثين من يونيو قراءة تلفزيونية رمضانية محملة بكثير من الأرشيف والصور الخاصة ومقاطع الفيديو النادرة، وبالكثير أيضا من الحماس لهذه الصفحة التي لم تطو بعد من تاريخ مصر، والتي كادت فيها أرض الكنانة أن تسقط بين أيدي التنظيم العالمي بشكل نهائي ومؤكد لولا الأيادي التي امتدت إليها وعدلت جزءا من الحال وأنقذتها من كارثة حقيقية كانت تحيط بها.

كيف يستطيع تلفزيون في  ظرف سنوات قليلة أن يقدم نصا تلفزيونيا مكتوبا بمهارة مشهود بها، وأن يضع يده على مناطق ساخنة في امتزاج الدين بالسياسة بالسلطة بالشخصيات الحقيقية التي لازال أغلبها على قيد الحياة وأن يقدم كل هذا في طبق رمضاني للجمهور في شهر فرجة مليء جدا وأن يحظى في الختام هذا المسلسل بكل هذا الإقبال الذي يلقاه في العالم العربي كله وليس في مصر وحدها؟

هذا السؤال يجب أن تضعه قنوات البلدان العربية الأخرى - وضمنها المغرب - على نفسها بين الفينة والثانية، وهي تمنح وقت بثها لأشياء نستحي من وصفها، ولا تفكر ولو على سبيل الدعابة العابرة أن تقدم للناس أشياء تظل للتاريخ، ولا تكون فقط معبرا ماديا سريعا وانتهازيا لأرباح تظل مسكينة وصغيرة إذا ماقارناها بالربح الكبير الذي قد يحققه لك عمل تصنعه وتتركه للتاريخ

الدراما المصرية صنعت مجدها بهاته القدرة على التميز وبهاته الجرأة على الخوض فيما لايستطيع الآخرون الخوض فيه. لذلك يحفظ الناس في العالم العربي كله أسماء المسلسلات المصرية قديمها وحديثها، ولذلك ينسى الناس مايشاهدونه في بلدانهم الخاصة بهم ويكتفون بالتأسف على الحال والمآل، وانتظار دخول قليل من العقل السليم إلى أجسام تبدو في الظاهر سليمة، لكنها تظل فعلا غير قادرة على التفكير والإبداع.