مجتمع

"ويكيبيديا" حذفت سيرته وعريضة تتهمه بانتحال صفة طبيب .. نصائح "الفايد" حول كورونا تثير الجدل من جديد

سكينة بنزين الأحد 19 أبريل 2020
الفايد
الفايد

AHDATH.INFO

من جديد تمكن  محمد الفايد، أو "الدكتور الفايد"، كما يحب البعض تسميته، من خلق موجة من الجدل على مواقع التواصل، بسبب آرائه التي يصفها المنتقدون ب "الخطر على صحة المرضى"، بينما يرى فيها "المعجبين"نصائح سحرية قادرة على الشفاء والوقاية من أي مرض اعتمادا على الأطعمة والأعشاب.

فبعد نصيحته لمرضى السكري والحوامل بالصوم، والتي صرح بعدها عدد من الأطباء بأنهم استقبلوا حالات حرجة، أكدت أنها اختارت اتباع نصائح "الدكتور الفايد"، لم يتردد الرجل  في اقتحام عالم الفيروسات، ليقدم نصائح حول أساليب الوقاية والعلاج من كورونا، الذي يقف العالم بمختبراته وإمكانياته الضخمة متوجسا من طبيعته، وطرق انتشاره، وتداعياته الخطيرة على الصحة، الأمر الذي جعل الرجل تحت نيران الانتقادات خلال الأيام الماضية، مع وجود مدافعين عن آرائه، لتتحول مواقع التواصل إلى مسعكر مع، وآخر ضد.

وإذا كان الموضوع لم يتجوز خلال الأيام الأولى من النقاش، بعض التدوينات القصيرة، وبعض العبارات الساخرة من إمكانية التداوي ببول وغائط الإبل و أصناف من الأعشاب، فإن الأمر تحول مع الوقت إلى نقاشات جدية، حاول فيها كل "معسكر"، البحث طويلا بين الأوراق الطبية والأبحاث لترجيح كفة النقاش لصالحه، إلى جانب تقديم شهادات من أشخاص قاولوا أنهم مدينين للرجل لمساعدتهم على الشفاء من أمراض مزمنة، بينما قدم آرخرون شهادات حول دفعهم تكلفة اتباع وصفات طبيعية للطبيب، انتهت بتداعيات صحية جعلتهم يدفعون الثمن لليوم، كتلك الشهادة التي قدمتها المدونة واستاذة الفلسفة مينة بوشكيوة،وهي تتحدث عن وضع شقيقها الصحي بعد سنوات من اتباع نصائح الفايد الذي حاولت حصره في خانة عشاب يبيع الوهم لضحاياه.

ويبدو أن صفة عشاب لم ترق لعدد من متابعيه الذين لم يدخروا جهدا في تقديم سيرة مطولة عن مساره العلمي "الحافل" بصفته خبيرا في علوم التغذية، حصل على دبلوم مهندس تكنولوجيا غذائية بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة بالرباط، ودبلوم الدراسات المعمقة  " جامعة Blaise Pascal فرنسا، 1988و الدكتوراه حول أسلوب صناعي لتصنيع المواد العربية بجامعة Blaise Pascal فرنسا 199، كما أشارت سيرته التي تم حذفها أمس السبت 18 أبريل من ويكيبيديا، بعد أن شكك فيها المنتقدون، أنه عضو  عضو سابق بأكاديمية نيويورك للعلوم، و عضو بجمعية A. Tessier الدولية للجودة الغذائية بفرنسا، وعضو مؤسس للجمعية المغربية لعلم الجراثم!!

كما أشارت السيرة المحذوفة أنه ساهم في تأليف عدد من المؤلفات، وهو المدخل الذي اعتبره المنتقدون دليلا على افتقاره للكفاءة ، " السيد الفايد الذي يتعمد دائما أن يكون جمهوره من البسطاء، يعجز عن تقديم دراسات علمية محكمة داخل مجلات علمية ذات وزن، لكن للأسف نجد أن المؤلفات المنسوبة له، كلها تمت في إطار التأليف المشترك، بمعنى أنه عاجز عن النشر في بحث منفرد" يقول أحد المدونين، وهو ما وقفنا عليه خلال البحث في سيرته العملية التي تشير إلى عنوان بحث حول "النفايات الصناعية والمنزلية" سنة 2000، و التحاليل الميكروبيولوجية للمواد الغذائية، و حماية وتوجيه المستهلك في الميدان الغذائي، وكلها مؤلفات مشتركة، يظهر من عناوينها أنها في إطار علوم التغذية، البعيدة عن التخصصات الطبية الدقيقة، وعلم الفيروسات الذي لم يتردد الرجل في اقتحامها، معتبرا أنه مختص له الحق في قول ما يشاء، وأن العلماء وحدهم من يملكون الحق في الرد عليه، وفق ما جاء في إحدى تسجيلاته.

وهو الرد الذي أثار من جديد موجة من الردود التي اعتمدت على معطيات علمية محضة من الجانبين، كان محورها موضوع التداوي بالبول والغائط الذي تحول من مادة للسخرية، لزاوية بحث ساهم فيها مختصون من المجال الطبي الذين أوضحوا أن أي فرضية قابلة للنقاش مهما كانت غرابتها، شرط أن تخضع للتحليل، والأبحاث المكثفة، و التجارب السريرية، والمرور أمام لجان علمية، والنشر في دوريات طبية ... كما أشار عدد من الأطباء أن محاولة خلط الأوراق وإيجاد تبريرات للفايد من طرف المدافعين عنه، من خلال الاستعانة بدراسات طبية تتحدث عن امكانية العلاج باستعمال البراز!! موضحين أن الأمر يتعلق بعمليات دقيقة تحت اشراف طبي، يتم فيها استخلاص مواد معينة كما هو الحال بالنسبة لسم الأفاعي ... وقد استعان المنتقدون بروابط علمية موثوقة و مفصلة تمكنت من الدفع بالنقاش إلى خانة صحية.

وبعيدا عن النقاشات الفيسبوكية التي يبدو أنها تسير كل يوم نحو مستويات أعقد من الناحية العلمية، مع دخول مختصين على الخط، اختار البعض إطلاق عريضة الكترونية أول أمس الجمعة 17 أبريل، تطالب بمتابعة الفايد،بتهمة "انتحال صفة طبيب وتعريض الناس للخطر بسبب نصائحه غير المختصة"، وذلك طبقا للظهير الشريف رقم 1.15.26 الصادر في 15 فبراير 2015 الخاص بتنفيذ القانون رقم 131.13 المتعلق بمزاولة مهنة الطب حيث تنص المادة 108 على ما يلي: يعتبر مزاولا لمهنة الطب بوجه غير قانوني: كل من يشارك بصورة اعتيادية أو تحت إشراف غيره ولو بحضور طبيب من الأطباء في إعداد تشخيص أو في وصف علاج الأمراض أو إصابات جراحية ، أو خلقية أو مكتسبة ، حقيقية أو مفترضة . وذلك عن طريق أعمال شخصية أو استشارات شفوية أو مكتوبة وبأي طريقة أخرى "  .. وهي العريضة التي جمعت لحدود كتابة هذه السطور 2519 توقيعا.

وفي مقابل هذا الجدل، اختار الفايد الاستمرار في توجيه نصائحه لمتابعيه، بعد أن كشف في تسجيلات سابقة أنه اعتاد الانتقادات الموجهة له منذ عقود، والمطلع على قناته باليوتيوب يلاحظ أن الرجل نشر خلال أسبوعين من الانتقادات الموجهة له أزيد من 30 فيديو!!