ميديا

حرائق متتالية بواحات النخيل بزاكورة في زمن الحجر تطرح علامات استفهام

إدريس النجار الأربعاء 15 أبريل 2020
44
44

Ahdath.info

 

في زمن كورونا الذي فرض الحجر الصحي على المواطنين توالت بشكل محير حرائق شملت غابات النخيل بضواحي بزاكورة، حتى بات السؤال هل هي بفعل فاعل يستغل خلو الأمكنة من الرعاة والساكنة ليقوم بهذه الأفعال الجرمية، فيضرم النار في الأشجار ليتلف رؤوسها وتمارها، وهي في لحظة العطاء، أم أن هناك أناسا لا يأبهون بإجراءات الطوارئ ويستمرون في خرقها وتدمير غابة النخيل بهذه الطريقة.

ففي يوم  أمس الثلاثاء اندلع حريق بحقول النخيل المسمات " تكاثرت" على مستوى دوار " تفركالت" بجماعة مزكيطة بإقليم زاكورة، كان الهدوء سيد الموقف بالواحة، فجأة تراءت للساكنة الملتزمة بحجرها ألسنة النيران تتسلق زاحفة مثل حية  إلى قمة أشجار النخيل لتأتي على جريدها وتمورها، هرعت ساكنة الدوار إلى عين المكان فكسرت إجراءات الطوارئ لمواجهة هذا الطارئ البشري، لإنقاذ ما يمكن إنقاذها إلى حين وصول الوقاية المدنية، التي حسمت في الأمر بإطفاء الحريق بعدما أتى على عشرات الأشجار، كما هرعت عناصر الدرك الملكي لفتح تحقيق حول ظروف هذا الحريق الجديد الغامض.

حريق يأتي بعد يومين فقط على حريق مشابه له أتي يوم الأحد الأخير على أزيد من مائتي شجرة نخيل، وقد تدخلت عناصر الوقاية المدنية لتطويق وإخماد حريق بحقول واحة" تماسكلت" بجماعة أفرا، مع العلم كما يذكر السكان أن نفس هذه الواحة تعرف بين الفينة والأخرى حرائق فتحت فيها تحقيقات لكن الفاعل يظل مجهولا. ويستغرب المتتبعون كيف أن كل الحرائق تتمركز في ناحية واحدة وقد عقدت السلطات المحلية سابقا لقاءات تواصلية مع الجماعات المحلية والمجتمع المدني  لمناقشة عوامل الحريق وسبل الوقاية منه، غير أن الوضع يظل على ما هو عليه يؤكد السكان.

ففي عز الحجر الصحي إلتهمت النيران بجماعة بني زولي كما ب"زاوية المجدوب" وبمنطقة "غار الديبة "جانبا من واحات النخيل رغم أن الحرارة ما تزال معتدلة.  كما تأتي هذه الكوارث البشرية في عز التأهب الذي فرضته طواقم الوقاية المدنية بالإقليم لمواجهة داء كورونا، ما يجعل جهودهم تتفرق بين الجائحة العالمية، وبين هذه التصرفات الناتجة إما عن التهور عند إضرام النار، أو نتيجة فعل فاعل عن نية وقصد.

وما أرهق عناصر الوقاية المدنية أن هذه الحرائق تندلع بعيدا عن مركز تواجدها بزاكورة وأكدز حيث تضطر لقطع مسافات طوال للتدخل رغم أن التعليمات  تنص على الإبقاء على عناصرها في حالة تأهب قصوى للتجاوب مع الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس كورونا