السياسة

كان مهاجما من طراز فريد.. لكنه رئيس فاشل!

متابعة الأربعاء 15 يناير 2020
george-weah1-1024x683
george-weah1-1024x683

AHDATH.INFO

 

رغم أنه كان مهاجماً من طراز فريد،  لكنه سياسي فاشل.

التقرير الذي أعدته صحيفة lepays.bf البوركينابية الأسبوعية عن الرئيس جورج، الذي يحكم ليبيريا منذ عامين تقريباً، يكشف جانبا من هذه الحقيقة.

في 26 ديسمبر عام 1995، أصبح الليبيري جورج ويا أول لاعب إفريقي يفوز بجائزة الكرة الذهبية، وهي أعلى تكريم فخري في مجال كرة قدم وتمنحها المجلة الفرنسية الشهيرة france football.

قبل ويا، كانت تلك الجائزة تُمنح فقط للأوروبيين بالقارة العجوز، ولكن تغير الأمر في هذا العام وحصدها اللاعب الإفريقي صاحب الـ 29 عاماً آنذاك، بسبب مستواه مع فريقي باريس سان جيرمان الفرنسي وإي سي ميلان الإيطالي، وكانت الجائزة رقم 40 والتي ظهرت منذ عام 1956.

كما حصل على عديد من الجوائز الأخرى مثل جائزة الكرة الذهبية الإفريقية واللاعب الإفريقي للعام والتي يمنحها الاتحاد الإفريقي لكرة القدم. وفي هذا العام حصد لقب أفضل لاعب في أوروبا، وكذلك اختارته الفيفا أفضل لاعب.

تلك الجوائز، وكونه سفيراً فوق العادة لبلاده في المحافل العالمية، بجانب انتشار أخبار دعم جورج ويا لمنتخب بلاده بتمويل رحلات ومعسكرات الفريق خلال مشاركته في تصفيات القارة السمراء، أسهم كل ذلك في التمهيد للخطوة التالية في حياة المهاجم الخطير، وهي دخول عالم السياسة وتولي رئاسة البلاد.

وبعد مرور ما يقرب من عقدين ونصف العقد، خاض النجم الليبيري المعترك السياسي ونجح في الفوز بالانتخابات الرئاسية التي جرت في ديسمبرمن عام 2017، لكن الرئيس جورج لم يكن حاسماً وفعالاً مثلما كان المهاجم السابق.

فقد شهدت ليبيريا مظاهرات ضده بعد عامين فقط من وصوله إلى سُدة الحكم. على سبيل المثال، دعا مجلس الوطنيين، وهو تحالف من منظمات المجتمع المدني، يوم 6 يناير 2020، إلى مظاهرة للمطالبة باستقالة رئيس الدولة، بسبب الأزمة الاقتصادية الخطيرة التي تعصف بالبلاد، حيث يتهمه المحتجون بأنه غير قادر على التوصل إلى حلول في هذا الصدد.

أقل ما يمكن قوله هو أن هناك ضغوطاً متزايدة على الرئيس ويا. فنجم كرة القدم السابق الذي تحوَّل إلى قائد سياسي، أدرك أن كرة القدم ليست مثل الحقل السياسي، حيث يُسمح بإعاقة الخصم بالوسائل والطرق كافة تماماً مثل القول المأثور (الغاية تُبرر الوسيلة).

ويبدو من المرجح بقوةٍ وجود رغبة في وقوع صدام أو دفع السلطة إلى الوقوع في الخطأ. لكن تجب السيطرة على الأمور في بلد عانى وباء الإيبولا عامين، عقب اندلاع حربين أهليين لم تنتهِ آثارهما بالكامل.

المفارقة أن ويا الرئيس لجأ إلى أساليب الرؤساء الفاشلين نفسها في أرجاء القارة السمراء، وهي البحث عن مبررات للإخفاق، مثل محاولة تصدير فكرة أنه ليس في غضون عامين ستتغير الأوضاع جذرياً، فالرئيس لا يملك عصا سحرية. خاصة أن هناك جهوداً بُذلت فيما يتعلق ببناء البنية التحتية، ومجانية الجامعات، وغيرها.