السياسة

رويترز: حكام إيران يواجهون أزمة شرعية

متابعة الاحد 12 يناير 2020
620172214394268637938
620172214394268637938

AHDATH.INFO

يواجه حكام إيران من رجال الدين خطر أزمة شرعية وسط تصاعد الغضب الشعبي من طريقة تعامل بلادهم مع حادث تحطم طائرة ركاب، حيث احتاج الجيش ثلاثة أيام للاعتراف بأنه نتيجة صاروخ إيراني أطلق بالخطأ.

ففي وسط غضب شعبي متزايد وانتقادات دولية، أدى اعتراف الحرس الثوري الإيراني بالمسؤولية عن تحطم الطائرة إلى تبدد الوحدة الوطنية التي تجلت بعد مقتل أكثر قادة البلاد نفوذاً في غارة أمريكية بطائرة مسيرة في العراق يوم الثالث من يناير.

وكانت قد تجمعت حشود ضخمة في شوارع المدن الإيرانية لتأبين قاسم سليماني وهي تهتف «الموت لأمريكا».

لكنهم بدلاً من ذلك، يواجهون الآن موجة جديدة من السخط في أعقاب الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي قتل فيها مئات الأشخاص في نوفمبر.

ونقلت رويترز عن مسؤول سابق كبير طلب عدم نشر اسمه «إنه وقت حساس للغاية بالنسبة للمؤسسة. يواجهون مشكلة مصداقية خطيرة. لم يخفوا الحقيقة فحسب، بل أساؤوا إدارة الموقف».

فمنذ قيام الثورة الإسلامية في عام 1979، نجح رجال الدين في إيران في التغلب على التحديات التي تواجه قبضتهم على السلطة. لكن هذا النوع من انعدام الثقة بين الحكام والمحكومين الذي بدأ في احتجاجات عام 2019، ربما يكون قد تعمق الآن.

دانييل بيمان، كبير باحثي السياسة الخارجية في معهد بروكنجز لسياسة الشرق الأوسط علق لروينرز على ذلك بالقول «ستكون هناك ضربة لمصداقية النظام على المدى القصير وهذا سيساعد في الضغط على النظام نتيجة المشكلات الاقتصادية والسياسية التي واجهها قبل المواجهة الأخيرة مع الولايات المتحدة».

من ناحية اخرى أظهرت لقطات مصورة على موقع تويتر محتجين في طهران السبت 11 يناير، وهم يهتفون «الموت للديكتاتور» في إشارة إلى الزعيم الإيراني الأعلى علي خامنئي. وأعقب ذلك انتقادات شديدة في إيران.

إلى ذلك أكدت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية اندلاع احتجاجات.

من جانبه قدم  الحرس الثوري اعتذاراً عن إسقاط الطائرة، قائلاً إن الدفاعات الجوية انطلقت بالخطأ أثناء حالة تأهب قصوى. وكانت إيران تتوقع عمليات أمريكية انتقامية بعد أن ردت على مقتل سليماني بإطلاق صواريخ على قاعدتين عراقيتين تستضيفان قوات أمريكية.

مسؤول من المحافظين قال إنه لا ينبغي تحويل الخطأ إلى سلاح سياسي ضد المؤسسة والحرس الثوري، وهي قوة موازية للجيش التقليدي تأتمر مباشرة بإمرة خامنئي وتحمي النظام الديني.

في حين قال المسؤول الأمني ​​لرويترز «دعونا نتجنب القسوة الشديدة. كان ذلك وقتاً حساساً وكان الجميع في حالة توتر. لا يمكنك تجاهل ما فعله الحرس لحماية الأمة وهذه الدولة منذ قيام الثورة».

لكن خامنئي، الذي طالما استشهد بالإقبال على الانتخابات كإشارة على شرعية نظام الحكم الديني، قد يجد الآن أن الإيرانيين ليسوا حريصين على إظهار دعمهم.

هشام غنباري طالب جامعي في طهران  قال «لماذا يجب أن أصوت لصالح هذا النظام. لا أثق بهم على الإطلاق. لقد كذبوا علينا بشأن تحطم الطائرة. لماذا يجب أن أثق بهم عندما لا يثقون في الناس بما يكفي ليقولوا الحقيقة؟».