السياسة

قاصح أحسن من كذاب: بعض الأحزاب لا يحق لها أن تتحدث !

بنعبد الله المغربي الخميس 19 ديسمبر 2019
825604thumbnail-php-qfile-a7zablogos-636548003-jpg-asize-article-large-pagespeed-ce-opXEM5DJ2Z825604
825604thumbnail-php-qfile-a7zablogos-636548003-jpg-asize-article-large-pagespeed-ce-opXEM5DJ2Z825604

AHDATH.INFO

جميل للغاية أن تتحدث بعض التشكيلات الحزبية المغربية عن ضرورة استحضار خلفية سياسية ما للجنة التي ستفكر في النموذج التنموي المغربي، لكن الأجمل من هذاالحديث أن تقدم هاته التشكيلات تأكيدات على أرض الواقع لهذا الاستحضار .

خذ لك مثلا الحزب الذي لم يغير أمينه العام منذ سنوات عديدة، بل والذي تم توريث أمينه العام وبقي في منصبه لوحده كأن الذي خلقه لم يخلق سواه، هل يحق لحزب مثل هذا أن يتحدث عن البديل السياسي وعن ضرورة استحضار الخلفية السياسية في تأسيس أي بحث للمغرب عن حلول لمشاكله؟

خذ لك أيضا الحزب الذي يشتغل بعقلية الشيخ والمريد، والذي يتصور أنه لايحق لأي عضو فيه أن ينتقد قرارات القيادة التي تعتبر وحيا من السماء، هل من حق هذا الحزب أن يتحدث عن خلفية سياسية لأي لجنة من اللجان التي توضع؟

وخذ لك ثالثا وأخيرا وليس آخرا الحزب الي لم يكن حزبا في يوم من الأيام، بل هو تجمع دعوي انتقل من مجال ممارسة التجارة بالدين إلى مجال تسييس الدين، وفهم أنه من الممكن من خلال اللعب بالشعارات تجييش الشعب، هل يحق لتشكيل مثل هذا أن يتحدث عن الخلفيات السياسية وعن ضرورة احترام هاته الخلفيات لأجل مافيه مصلحة الوطن والمواطنين؟

نخشى أن نقولها بشكل مباشر لئلا نخدش حياء هؤلاء الدين يقولون مالايفعلون، لكننا ملزمون من أجل بلادنا بالتصريح بها دون مواربة: الأقوال شيء والأفعال شيء آخر، وأول من قتل الحياة السياسية في المغربية هي بعض الأحزاب السياسية وبعض السياسيين الحزبيين الذين لا يؤمنون بأن الحياة هي لعبة أخذ وعطاء لا يمكنها إن تدوم لك وإلا لما تركها لك غيرك.

هؤلاء عندما يريدون تقديم الدروس للشعب في الديمقراطية والسياسة والاختلاف وما إليه، يبتسم الشعب بحزن في وجوههم ويذكرهم أنهم موجودون هنا منذ القديم، وأنهم لن ينقرضوا وأنهم مصرون على البقاء، وإن كان بقاؤهم ضد كل قواعد هاته الدنيا الفانية وضد كل سننها التي خلق الله عليها الكون..

كيف السبيل إلى إقناع هؤلاء أنهم يقولون فعلا مالايفعلون وأن أولى حلول السياسة في المغرب هي أن يتاح المجال فيها للتداول الفعلي على كل المناصب الحزبية والسياسية، أي أن يخلي هؤلاء المجال لكي يجد الشباب طريقة ما لتقديم إبداعهم الجديد وتعبيراتهم السياسية الجديدة؟

ذلك هو السؤال المغربي اليوم الأكثر قدرة على الإحراج، لكن الرد عليه بشكل واضح سيشكل فعلا بداية الحل لكل هذا المصاب الجلل الذي نعيشه من خلال هؤلاء.

هذا الداء المزمن الذي أصابنا هو أصل كل العلل، ولو تخلصنا منه لوجدنا الطريق لبداية الحل.