ثقافة وفن

عزوز: نطمح أن يكون مهرجان المونودراما بتونس تجمعا مسرحيا عالميا

مجيدة أبوالخيرات السبت 27 أبريل 2019
58384305_594868811017301_697659274788077568_n
58384305_594868811017301_697659274788077568_n

AHDATH.INFO

عزوز إكرام رئيس المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج ممثل ومخرج مسرحي نجم تلفزيوني وسينمائي تونسي ، صاحب مبادرة خاصة بفنون المونودراما، ويعتبر أهم مخرج في تونس، أخرج  الكثير من الأعمال المونودرامية، وكانت لي آخر تجربة مونودرامية من خلال مسرحية «سيلفي » نص أحمد عامر وإخراج طاهر عيسى بالعربي. في الحوار التالي يكشف لأحداث أنفو كيف ولد المهرجان وأهميته في تشجيع الفن المسرحي المونودرامي في العالم العربي.

كيف ولدت فكرة المهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج؟

فكرت وبتشجيع من وزير الثقافة التونسي  محمد زين العابدين بخلق مهرجان خاص بالمونودراما الدولي في تونس ،هذه التجربة بدأت السنة الفارطة في شهر ماي وحرصنا أن تكون تجربة ناجحة وهامة ومحترمة فولد المهرجان كبيرا ب139    ضيفا من جميع أنحاء العالم عرض فيه أكثر من 48عرضا مونودراميا ،كما كان فيه مسابقات دولية بين خمسة عشر دولة حيث حصلت تونس على المونو الذهبي،  والمونو الفضي كان من نصيب العراق بعرض « في مخفر الشرطة » أما المونو البرونزي فكان من نصيب المغرب بعرض “كلام الجوف » لجلال عبدو ونزهة عبرون

كانت هناك تربصات هامة وندوات في حجم كبير وبحضور أساتذة كبار ففكرنا في دورة ثانية بفعاليات أكثر، وبتنظيم محكم أكثر وجاءت الأفكار بضرورة حضور الأطفال بالمهرجان فصنعنا فقرة إسمها « المونوكيدز » يقدمها أطفال من ست إلى إثنا عشرة سنة وتكون مدتها خمس دقائق يتسابق عليها الأطفال وتشرف عليها الفنانة التونسية كوثر الباردي ن كما فكرنا في مهرجان للمونولوج الشبابي وساندتنا فيه بلدية تونس من خلال أيام المونولوج الشبابي الذي سيكون يومي 28و29 أبريل الجاري بالمركز الثقافي بمدينة تونس وصار تأجيل للفقرات الأخرى بسبب إداري ومادي لأن هناك آليات أكثر صرامة مع التمويل العمومي فحتى لا نخسر المهرجان تم تأجيله إلى فترة من  16إلى 20 يونيو القادم ستشارك فيه أكثر من 28 دولة، وسيكون أيضا في المهرجان تربصات وندوات هامة وهناك أعمال تم الحديث حولها في الدورة الأولى في إطار أعمال مشتركة بين مغاربة  وعراقيين سيتم تقديمها في هذا المهرجان كجلال عبدو الذي اشتغل مع الممثل الجزائري سليم بودم والسينوغرافية التونسية كوثر السخراوي وعرض « فاكتوطوم » للمخرج العراقي الذي يعيش في نيوزيلاندا هو مشروع مشترك جزائري تونسي ثم هناك المخرج الليبي سعد المغربي الذي يشتغل مع ممثلة جزائرية وتقني مغربي .

ما هي الفقرات التي مازالت مبرمجة في المهرجان في الوقت الحالي ؟

دعونا الفنان العالمي اسماعين ليكون بيننا في فقرة « المونورير »  فلبى الدعوة وقدم عروضا في كل من سوسة والمنزه السادس وكذلك الفنان بلقاسم البريكي في قابس ، ثم عرض « سيلفي » في مدينة باجة ، أما بالنسبة لأيام بلدية تونس للمونولوج الشبابي تم الاحتفاظ بمحتواها وأضيف إليها افتتاح ب »المرشومة » للمخرج المغربي عبد الرحيم النسناسي، ثم هناك المخرج البلجيكي ألان ديفال وسيكون له تدريب يومي 28و 29  مع شباب المونولوج كما أن هناك مجموعة من العروض بلجنة تحكيم بترأسها العراقي حيضر منافر وفي الاختتام سيتم تكريم كل من منال عبد القوي من تونس وعبد الرحيم النسناسي من المغرب

كيف ترى الوضع الفني والثقافي في تونس في ظل الأوضاع التي تمر بها البلد؟

أنا أعتبر أن الوضع الثقافي في تونس يعطي فكرة خاطئة عن الوضع العام بالبلد، فبالرغم من وجود مشاكل سياسية واقتصادية ، لكن بالمقابل هناك زخم ثقافي وحركية غير عادية تحسب لوزير الثقافة وفريقه، حيث يشتغلون بنسق يتعب أحيانا حتى العاملين في الحقل الثقافي. لكن هناك الكثير من الأشياء التي بدأت في تصلح كتشبيب الإدارة الثقافية والإنجاز الكبير الذي يتمثل في مدينة الثقافة، والذي أضفى حيوية وأعطى صورة أخرى للمشهد الثقافي في تونس.

ما هو رأيك في المستوى الذي وصل إليه المسرح بالمغرب العربي  ؟

أنا متعصب للمغرب العربي في التجربة المسرحية ، لأن هذه التجربة لم تولد من فراغ حيث ولدت من حاملي موهبة ودارسين وناس لها تكوين في المجال المسرحي، من خلال المعاهد العليا والاحتكاك بالأجانب. لأن هناك انفتاح على الثقافات الغربية برؤية مغاربية وهذا ما جعل الدول المغاربية تتطور في المسرح الاجتماعي  وأيضا في المسرح التجريدي ، وأصبحت لنا قراءات ومدارس خاصة سواء في المغرب أو الجزائر أو تونس حيث تطورت التجربة المغاربية في المسرح بشكل أصبح يعجز الآخرون عن منافستها،  وكذلك الأمر في السينما حيث أصبح العمل الفني المغاربي منافسا قويا على الجوائز الأولى، لأن هناك انتعاشة حقيقية ومؤسسة لمسرحنا المغاربي.

إلى أي مدى يقرب الفن بين الشعوب ويذيب الخلافات بينها؟

يعتبر المسرح فنا ضد السلطة لأنه لا يمكنه إلا أن يكون ثوريا على المنظومات الاجتماعية والتقاليد الباهتة، وحتى على المنظومات السياسية فالحرية التي يتطلبها المسرح تفرض أن يكون رياديا، وليس فيه ميوعة ولا إمكانية استغلال الآخر من خلال السهرات الماجنة. فالمسرح له قدسيته ومحرابه الخاص الذي يشتغل فيه وبالتالي لا يمكن تطويعه كما تطوع باقي الفنون، لذلك أعتبر أن النخبة الحقيقية هي في المسرحيين بعد الكتاب لأنهم حاملو فكر وحاملو موقف. وعادة ما يكونون معارضين وليسو متمسحين على أعتاب السلطة، لذلك أعتبر أن للمسرح دورا هاما في تغيير الشعوب والمنظومات السياسية.

كيف تفسر كثرة المهرجانات في العالم العربي وماهو طموح مهرجانكم؟

هناك تخمة من المهرجانات، وأخطر ما في الأمر هو استسهال تنظيم مهرجان، والإشكال الأكبر هو أن آخر اهتمامات منظمي المهرجانات هو الإستراتيجية والأهداف المنشودة، فالأمر لا يتعلق باحتفالية يتم فيها اللقاء والخروج بشهادة. هذا ما جعل الكثير من المهرجانات تتشابه،وقد اعتذرت عن الكثير من المهرجانات التي استدعيت لها ،لأنني عندما فتحت الجذاذة وجدت أن الاختيارات تمت من الأعمال التي قدمناهاسابقا.

اليوم أصبح كافيا أن تحضر مهرجانا وتتعرف على ثلاث أو أربع فرق تستدعيهم في بلدك لتقول إنك نظمت مهرجانا، لذلك إذا لم تكن هناك أهداف كبيرة ولا غاية كبرى وطموحات فلا ضرورة لتنظيم مهرجان.

فنحن مثلا طموحنا أن يكون المهرجان في دورته الخامسة، تجمعا مسرحيا عالميا وفرصة للمسرحيين لقول كلمتهم في كل شيء، لذلك أتمنى أن يكون للمهرجانات الأخرى أهداف واضحة وخصوصية مرتبطة بخصوصية الجهات التي ينتمون لها.