السياسة

سياسي جزائري يدعو الفريق قايد صالح إلى الرحيل

متابعة الخميس 11 أبريل 2019
Capture
Capture

AHDATH.INFO

وجه سعيد سعدي المؤسس والرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية، رسالة إلى الفريق أحمد قايد صالح، يدعوه فيها إلى الرحيل.

وجاء في رسالة سعيد سعدي، والتي نقلها موقع كل شيء عن الجزائر، “في هاته الأوقات الحاسمة للوطن، كل جزائري موضوع أمام مسؤولياته، وأنتم بشكل خاص. حان وقت رحيلكم. لأنّكم بلغتم من العمر عتيّا. و لأنّ النظام الذي ساندتموه فشل ولأنّه، بالأحرى، تمّ إدانته بفضل تعبئة شعبيّة لا مثيل لها أعادت الروح للأمّة منذ 22 فيفري”.

وبحسب سعيد سعدي فإن الجيش يقوم بعكس ما يصرح به، حيث يقول “إنّ مواصلة التصريح بأن الجيش مواكب للشعب الذي يطالب بدولة جديدة في مستوى آماله، وحقوقه و ديمغرافيته المتجدّدة ، أمر جدير بالثناء و التقدير. و لكن القيام بعكس ما يتمّ التغريد به منذ شهر و نصف لا يمكن أن يقنع الكثير و لا أن يوقف الديناميكيّة التي أرجعت لمواطنينا التحضّر و الأمل”.

وأضاف “منذ بدأ هذا الحراك، عرف خطابكم تقلّبات عدّة. كنتم مناصرا للعهدة الخامسة. اتهمتم المتظاهرين بالعملاء المتلاعَب بهم من أجل زعزعة استقرار بلدهم لتنتهوا، أخيرا، بتقبّل فكرة أنّ الشعب محقّ في حراكه، و لو بإعطاء مضمون معارض لمطالبه.

وأنتم تتأرجحون بين التهديدات و الوعود اتجاه مواطنينا، أكّدتم، أمس من وهران، أن ملّفات الفساد سيتّم فتحها بشكل صارم. و قرّرتم كذلك أنّ حلّ طلب التغيير الجذري يمرّ عبر برلمان، ليس إلاّ أداة تسيير تجاوزه الزمن، نهب الجزائر وأفقد الدولة مصداقيتها”.

وفيما يتعلق بإصرار الفريق قايد صالح على التمسك بالبقاء في الإطار الدستوري، فيقول سعيد سعدي “لتبرير قراراتكم التي لسيت من صلاحيتكم – فانتم نائب وزير دفاع – يشرح المادحون لكم، و هم الذين سينقلبون عليكم مع أول ريح تغيير تصل، أنّه من الواجب اجتناب انهيار الدولة. لقد صمدت الدولة الجزائرية في أوقات حرجة ، غابت فيها السلطة ، بل أخطر من ذلك، انساقت في محاولات نسج تحالفات مشبوهة إن لم نقل تنازلات خطيرة على الدولة الوطنية. إن إلتزام و تفان مئات الآلاف من موظفي الدولة، من أعلى منصب إلى أبسط مستوى، الذين بقوا مجنّدين أمام العواصف التي أنتجها سوء تسيير المسؤولين، هو الذي حافظ على انسجام و استقرار الهيكل الإداري للدولة. لن أطيل الكلام حول مسألة احترام الدستور الذي يتمّ استدعاءه حسب المناسبات فهناك آخرون من قبلي، ذكّروا ، بما فيه الكفاية، كيف و كم من مرّة تمّ تشريح القانون الأساسي أو تمّ خرقه”.

وأضاف سعيد سعدي “كل شيئ يناديك بالانسحاب. ثقل السنين و العصر الذي نعيشه يدعوان للرزانة و الشجاعة والتبصّر. حان الوقت لفسح المجال للأجيال الجديدة. إن زمن الديكتاتوريات العسكريّة قد ولّى. و إنه لمن سوء التقدير عدم الفهم أن اليوم في الجزائر أيضا، أصبحت صرخة المواطن أكثر استماعا من طلقة المدفع.”

وأضاف “المسألة لم تصبح في ميزان : هل سترحل أم لا ؟ و لكن كيف و متى يكون ذلك. إنّ إعادة الثقة عند المواطنين و إرجاع المصداقية للمؤسسات لن تكون باللجوء إلى تصفيّة الحسابات. خاصة إن كانت التحقيقات مصوّبة اتجاه البعض و متجاهلة البعض الآخر. إن العدالة حسب الطلب هي من أبشع أوجه الظلم الذي لا يطاق. يجب طبعا استرجاع أكبر عدد ممكن ممّا تم سلبه، في إطار دولة القانون التي ستبنى. أمّا الآن، فيكفي اتخاذ احتياطات احترازيّة لإيقاف تهريب الأموال. إننا نعلم جميعا أن الأضرار جسيمة. و لكن الجزائر بلد غنيّ بأولاده أيضا”.