الصحراء

عندما يكثر اللغط حول سروال "ستمبل"

رباب الداه الخميس 28 مارس 2019
IMG-20190328-WA0003
IMG-20190328-WA0003

 


تداول نشطاء الفبسبوك صورة فتيات صغيرات يرتدين سروال "ستمبل" فناحت الحناجر بين معترضٍ و مندّدٍ لهذا الخرق السافر و كأنهن بفعلتهن أشركن بالله، متى كان البنطال مخصصا للرجال فقط؟ نفس النقاش تمت اثارته قبل قرنين من الزمن - 200 سنة، أكرّر قبل 200 سنة يا عباد الله - منذ عصر الانوار لما أقحمت كوكو شانيل خط السروال في تصميماتها لتستطيع مزاولة أنشطتها بأريحية بدون عرقلة من فستانها الفضفاض، والمؤسف انه نفس النقاش لازال يُجتر الى حدود الساعة بنفس الرؤية الضيقة و بنفس التمييز الجندري...الصورة بريئة لا تحمل اي اساءة لا من بعيد و لا من قريب، و لاتمس باي مقدس من الثقافة الحسانية، اللهم إذا كنّ يحملن صليبا او راية اسرائيل او في مرقص ليلي، ربما في هذه الحالة يُشفع لكم (نوعا ما) النواح و العويل و اللطم على الخدود.

في ماذا تتجلى هذه الاساءة بالضبط، لا أدري؟ كما انها ليست بالغريبة، لطالما تعوّدنا على مشهد نساء يرتدين الدراعة و يرقصن بها فرادى و جماعات في المحافل افتخارا بارتدائها، ألم ترتدي نساء مجتمعي لثاما رجاليا او "نعالة سيمار" من قبل؟ اين يتجلّى هذا التطاول على هويتنا بالضبط؟

بئسا لزمن تُترك فيه النقاشات العميقة و القضايا المصيرية و الإشكالات الجادّة و يكثر اللغط حول بنطال!

متى سنترفّع عن الحديث حول اللباس و المظهر؟ لماذا لا نترك الخلق للخالق؟