مجتمع

الشبيبة الاتحادية تستعيد نضالات عبد الرحيم بوعبيد

أوسي موح لحسن الاحد 20 يناير 2019
49419725_10217106796122694_6960068127497388032_n
49419725_10217106796122694_6960068127497388032_n

AHDATH.INFO

تخليدا لذكرى رحيل القائد الاتحادي المرحوم عبد الرحيم بوعبيد، احد الموقعين على وثيقة المطالبة باستقلال المغرب سنة 1944، نظمت الشبيبة الاتحادية فرع سيدي مومن تحت إشراف مكتب الفرع لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وبتنسيق مع الكتابة الإقليمية الحي المحمدي عين السبع البرنوصي بالدارالبيضاء، لقاء مفتوحا في موضوع:" القيادات التاريخية للاتحاد والقضايا الوطنية؛ من معركة الاستقلال الى تحديات الوحدة الترابية"، وذلك تزامنا مع تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، مساء يوم الجمعة 11 يناير 2019، بالمركب الثقافي ابوعنان بشارع الوحدة الأزهر سيدي مومن.

اللقاء أطره كل من الأستاذة فتيحة سداس نائبة برلمانية وعضوة المكتب السياسي للحزب، والدكتور كمال الهشومي أستاذ باحث وعضو المجلس الوطني للحزب، بحضور شبيبي كبير من مختلف فروع جهة الدار البيضاء سطات، إضافة الى حضور مجموعة من القيادات الحزبية محليا وجهويا ووطنيا، من بينها محمد محب عضو المكتب السياسي للحزب، والكاتب العام للشبيبة الاتحادية عبد الله الصباري. وهو اللقاء الذي تميز بمتعة خاصة من خلال سرد وتوضيح مختلف المبادرات والمواقف للقيادات والهامات الاتحادية الأصيلة خلال مسيرة الكفاح لاستقلال البلاد، مرورا بالعمل على دمقرطة المجتمع، وانتهاء بملف الوحدة الترابية للبلاد...

فبعد كلمتي كل من الصيدلي الدكتور سعيد أكردي كاتب فرع الحزب، و عبد الحق حداني كاتب الشبيبة الاتحادية بسيدي مومن الترحيبية بالحضور بمختلف مشاربه، كان للحضور الغني والمتنوع موعد خاص مع مداخلة لفتيحة سداس تمحورت حول مسار قيادات الاتحاد الاشتراكي والمشروع المجتمعي، من خلال شخصية القياديين عبد الرحيم بوعبيد والمهدي بن بركة، كنموذج لمناضلين من طراز كبير، من خلال بسط تصوراتهم للمغرب الديمقراطي والحداثي، ومداخلة كمال الهشومي في موضوع المواقف التاريخية لقيادات الحركة الاتحادية (عبد الرحيم بوعبيد، المهدي بنبركة، عبد الرحمان اليوسفي، عبد الواحد الراضي...) ومدى استلهامها لأخذ الدروس والعبر من اجل مستقبل المغرب الديمقراطي.

واكدت سادس ان القائد الاتحادي انخرط باكرا في معركة الاستقلال في نهاية الثلاثينات من القرن 20، وقاد المظاهرة الشهيرة بسلا يوم 29 يناير 1944، التي سقط خلالها عدد من القتلى الشهداء وانتهت باعتقاله والحكم عليه بالسجن سنتين، كان من ضمن السجون التي وضع في زنازينها، سجن لعلو، الذي عاد إليه من أجل قضية الصحراء في شتنبر 1981. وهو أول اعتقال خلال عهد الحماية، وقد كان من أقوى المدافعين على بناء الدولة المغربية على أسس من الحرية والكرامة والديمقراطية، كما كان له دور كبير في كل المحطات الكبرى التي عرفتها بلادنا، ما قبل الاستقلال وما بعده، سواء كمفاوض مع الحماية الفرنسية لتحرير الاقتصاد الوطني من التبعية لفرنسا، أو كنائب لرئيس الحكومة ووزيرا للاقتصاد والمالية في حكومة عبد الله إبراهيم (1958 - 1960)، حيث كان دائما نموذجا في التضحية والإخلاص لقضايا الشعب الأساسية المتمثلة في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.

وبخصوص قضية الصحراء المغربية، فقد اكد الهشومي، بأنها  ظلت محورية في مسار بوعبيد سياسيا، وهو الذي كان من أوائل القادة السياسيين المغاربة، من المعارضة، الذي لم يكن متحمسا في الستينات لقضية "مغربية موريتانيا"، كما كان له التزام صارم في ما يرتبط بالدفاع عن ملف الصحراء، التي كان فيها رهن الإشارة كلما اتصل به القصر للمشاركة في وفود مغربية رسمية، أو كمبعوث شخصي للملك إلى عواصم عالمية وازنة، رغم ظروف القمع والمواجهة السياسية مع الدولة، لم يكن يتردد في السفر باسم الدولة المغربية للدفاع عن قضية الصحراء.

وفي جنازته التي جاءت تعبيرا عن مكانته، والتي حضرها عشرات الآلاف من مختلف مناطق البلاد في مشهد مهيب ومؤثر، أبنه عبد الرحمان اليوسفي بكلمة مما جاء فيها: "إن سر نجاحك إيمانك العميق بالقيم الديمقراطية والإنسانية، وقدرتك على المقاومة والصمود، ورصيدك ومصداقيتك داخل الوطن وخارجه