ثقافة وفن

حتى في مماته!!!

حسن حليم الخميس 01 فبراير 2018
Capture d’écran 2018-01-30 à 08.51.48
Capture d’écran 2018-01-30 à 08.51.48

AHDATH.INFO

غبتم في حياته وأكدتم غيابكم في مماته..ماهذا الجحود؟ أنتم أيها الفنانون، أصحاب الإحساس المرهف أمام الجماهير. أكدتم بالملموس أن  خرجاتكم الإعلامية وأداءكم مجرد مساحيق زائفة، تضعونها على وجوهكم أمام عدسات اميرات المحطات التلفزية وفوق خشبات المسارح وخلال حواراتكم عبر الأثير ،...أنتم الذين تشتكون من الإقصاء والتهميش، لم تحركوا ساكنا لمواساته وعيادته إبان قعوده قسرا في فراشه..ولم تحاولون ولم مرة تركيب رقم هاتفه للإستفسار عن حالته الصحية...كان يود أن يلتقي بكم ويرى في أعينكم لمسات الحب والإخاء ويشاهد ابتساماتكم رغم اصفرارها، لتتحرك بدواخله خيوط الأمل، ولو أنه كان يعرف جيدا أن المرض أخذ منه الكثير،وان ساعته اقتربت،لكنه كان يمني النفس الظفر بذرة من مواساتكم. أخبرتني أرملته أن المزكلدي وهو على فراش المرض عندما يسمع رنين الهاتف، يفتح عينيه ويسألها عن المتصل ،قبل أن يتنهد أسفا، عندما يتأكد أن لا أحد منكم أخذ البادرة..

قد يبدو بالنسبة لكم أن الأمر عادي ،لكنه هام جدا ،بل هومسألة حياة أو موت بالنسبة له..

كان كلما تحسنت صحته بعض الشيء ،يطلب من زوجته تشغيل المذياع طمعا في سماع أخبار عنكم وأحوالكم أنتم أيها الجاحدون ...كان رحمه الله رغم وجوده على فراش المرض، يطمح في مجالستكم والحديث معكم للنبش في الماضي الجميل والاستفسار عن مال الأغنية المغربية...الموت الحقيقي بالنسبة له هو لامبالاتكم انتم ايها الفنانون أصحاب الإحساس المرهف الذين تؤدون أغاني عن الحب والإخاء والمحبة والصداقة ...اتضح أن كل هذا مجرد كلام في كلام مع الأسف...

توفي محمد المزكلدي وهو يمني النفس في أن تلتحقوا به بالمقبرة وتدرفوا الدموع لفراقه وتلتئموا قرب قبره وتلقوا نظرات الوداع وتواسوا أفراد عائلته وتقولوا كلاما منمقا أمام عدسات الكاميرا لتصل صوركم وانتم تضعون نظاراتكم السوداء التي تخفي نفاقكم...ألم تخجلوا من انفسكم وانتم يتابعون مراسيم دفنه عبر شاشة التلفاز..ابقوا في جحوركم ولا تنسوا أن تترحموا عليه من وراء حجاب...

الم ينتابكم شعور بالخجل وأنتم تتابعون مراسيم وداعه التي حضرها   أفراد عائلته الذين كلفوا أنفسهم عناء مرافقته وتوديعه إلى مثواه الأخير  ألم تخجلوا؟؟.